كلمات: اسلام-مسلمون-تسليم-اسلم-مسلم-يسلم

الاسلام- المسلمون-التسليم – اسلم

الاسلام – التسليم – اسلم – يسلم – مسلم – مسلمون- مسلمين الاقراروالاعتراف الخضوع والقبول والانصياع هوالدين المشترك والنهج والسلوك- ما اسم العلاقة بين الانسان وربة

الاسلام للة و مسلم للة ومسلمين امرهم للة والاعتراف بصدق الرسالة والتصديق بصحة الرسالة والطاعة للة و الخضوع للة

الاسلام هوالدين الذى هتفت بة جميع الرسل عندما تدعوا الناس للكلمة الالهية

كل رسول قال “أأقررتم” برسالتى اى يكونوا مسلمين لة و للة و يتبعوا التعاليم الالهية فى كل مرة تصلهم رسالة

هو منهج و مسلك و طريقة و علاقة اسمها الاسلام للتعرف على المنهاج الجديد وهو تحت مظلة الاسلام هو ان تجعل نفسك مطيعا للةو منقادا للة و تتجنب الاستعلاء و المكابرة و المعارضة

لا تهزأ و لا تسخر و لا تعاند ولا تجادل لانك محتاج للكلمة الالهية و اتباعها كل مرة و عليك ان تقبل و لا تنصرف ولا تتجاهل كلمة اللة  هذا هو الطريق لعرفان اللة و التسليم لشمس الحقيقة من اى برج طلعت

كلمة الاسلام ليس معناها الشرائع و الاحكام التى نزلت فى القرآن

و ليس معناها ابدية الشرائع و انقطاع الوحى و جفاف بحار المعرفة الالهية و توقف شجرة الانبياء عن الانبات و النمو

كلمة الاسلام مدلولها هو جوهر الدين اى الأصول و المبادىء التى يتأسس عليها كل دين الهى ولا تعنى الاحكام التى تتغير بتغير الازمنة و الحاجات لأن الأحكام عرضة للتطور و التغير حسب كل زمان

اما الأساس هو الاقبال و التسليم و الاستجابة لكل دعوة الهية وكل نفحة الهية

هو اسم لدين مشترك يجمع جميع المؤمنين مع تعدد دياناتهم تحت مظلة “الاسلام” المسلمون هم الممتثلين لتعاليم ربهم وليس هناك طريقا آخر للوصول لمطالع الرسالات الا طريق التسليم

اى اما ان الانسان يسلم وجهة للة او يرفض التسليم و لا ثالث لهما و كل الرسل كانوا مسلمين  للة ورسولة

لاحظ حرف  اللام الذى ياتى دائما بعد كلمة مسلم  و تسليم و اسلمت و اسلموا و مسلمين  او احيانا تأتى بعد حرف اللام(ل)

اسلموا لة،  لنسلم لرب العالمين،  مسلمين لك ، لة مسلمون،  لة اسلم ،التسليم للة  للة التسليم ، الاسلام هو دين الاستجابة  للارادة الالهية

التسليم هو القناة و السبيل و الطريق و المسلك و المنهج الذى يؤدى الى معرفة اللة بطريقة اللة فقط و ليس بطريقتك انت   هو التسليم لشمس الحقبقة من أى برج سطعت ومن أى مكان أشرقت  هو الاستجابة للة فى تنفيذ اوامرة و البعد عن نواهية .

كل من استجاب لنداء رسل اللة السابقين فى الأمم السابقة و يقوم بما يأمرة اللة بتنفيذة هو مسلما

 لأن مسلك الاسلام هو دين كل العصور و دين كل أمة  و دعوة كل داع فى الماضى و الحاضر و المستقبل

هو سلوك عام يصدر من الناس حيال كل رسالة الهية   هو دين الاستجابة للارادة الالهية الجديدة و المتجددة مع كل رسول.

كلنا محتاجين الى المربى الالهى  مربى يرعى الكل حتى تأتى ثمار هذة الاستجابة و هذا التسليم :

من ينقذنا من الغرق فى بحر الظلمات و يجلسنا على شاطىء الأحدية شاطىء الكمالات  و الفضائل الالهية  – كيف نقبل ان يكون الفيض الروحانى محدودا ؟ مع انة هو الأصل و الأساس لأن الفيض الروحانى أعظم من الفيض الجسمانى

مثال لعدم تسليم الناس لرسولهم

كان سيدنا محمد(ص) يولى وجهة شطر بيت المقدس وهو يؤم المسلمين فى الصلاة

لكن فى أحد المرات استدار فجأة وولى وجهة شطر المسجد الحرام(مكة) بناء على توجيهات من اللة من خلال سيدنا جبريل “فول وجهك شطر المسجد الحرام”البقرة 149

فأنحرف حضرتة عن بيت المقدس وولى وجهة شطر الكعبة المشرفة وفى الحين حصل تزلزل و اضطراب بين اصحابة بدرجة ان جمعا منهم تركوا الصلاة وأعرضوا انها كانت فتنة و امتحان للعباد فى مسألة التسليم و الأذعان لأوامر اللة

المسلمين للة = عدم الاستعلاء على اللة  – النمل – 31

أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ-النمل-31

ملكة سبأ كانت من المسلمين للة و لرسالة سليمان – النمل – 38 – 42

قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ-النمل-38

فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ-النمل42

المؤمنين بآيات اللة = المسلمون للة – الزخرف – 69

الذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ-الزخرف-69

المسلمين ليسوا كالمجرمين – القلم – 35

أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ-القلم-35

المسلمين = القوم الذين يقولون قولا حسنا و يعملون عملا صالحا – فصلت – 33

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ-فصلت-33

يسلم

يسلم = يعترف و يقر بارادة اللة – النساء – 65

فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً-النساء-65

اسلام الوجة للة = الاقرار و الاعتراف – لقمان – 22

وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ-لقمان-22

مسلمين

هل الرسل السابقين كانوا مسلمين اى مسلمين للة أو انهم كانوا على دين سيدنا محمد اى كانوا يتبعون شريعة القرآن.

نوح – يوسف – سليمان – ابراهيم – اسماعيل – عيسى- ملكة سبأ –  ما هو الدين الذى كان يجمع بين هؤلاء هل هو دين محمد او دين الاسلام للة و الاقرار و الاعتراف و الخضوع و الاذعان و الانقياد و الاتباع و القبول  و الاقبال و التسليم للة   كل هذة صفات سلوكية تجاة اللة و عكسها الرفض و الانكار و الاعتراض و الاعراض و الصد عن سبيل اللة (كلها أسماء و صفات  وليس المقصود منها شريعة سيدنا محمد

ابراهيم يطلب من اللة ان يجعل كل ذريتة امة مسلمة للة (امة مستجيبة لتعاليم اللة)اى يطلب من اللة ان يجعل اتباع كل الرسالات اللاحقة لة ان يكونوا مسلمين للة و معترفين بصحة المرسلين فى المستقبل

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{128}

اتباع موسى من كهنة فرعون  كانوا مسلمين لموسى و للة – الأعراف – 126

وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ-الأعراف-126

الرسل كانوا اول المسلمين – يونس – 72

فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ-يونس-72

اتباع موسى كانوا مسلمين للة – اى من آمن بموسى هو مسلم – يونس – 84 – 90

وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ-يونس84

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ-يونس90

البشرى دائما تأتى للمسلمين للة  – النحل – 89 – 102

وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ-النحل-89

قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ-النحل-102

اللة سمى المؤمنين    بالمسلمين فى  جميع الأديان(أديان ما بعد ابراهيم) – الحج- 78

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ-الحج-87

يؤيد اللة المؤمن بالرسالة الجديدة بأن يشرح صدرة تجاة مسلك الاسلام-مسلك الادراك و الاستيعاب للمعنى و المعارف الالهية الجديدة على عكس من يضل ان يجعل صدرة ضيقا حرجا(لاحظ ان الصدر لم يتغير حجمة) – الانعام – 125

فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ-الأنعام-125

الاسلام  هو عكس الكفر و الرفض – التوبة – 74

يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ-التوبة-74

الاسلام = التنوير و قبول الدعوة السماوية و التوجة نحو الرسالة السماوية – عكس القاسية قلوبهم الرافضين – الزمر – 22

أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ-الزمر-22

الاسلام = الدعوة الى الحضور لاستماع و اتباع الكلمة و التعليم الالهية الجديدة و على المستمع ان يلبى هذة الدعوة (التسليم)- الصف – 7

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ-الصف-7

الاسلام هبة من اللة – منحة الهية – انقاذ من السقوط – الحجرات – 17

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ-الحجرات-17

دين اللة = الطريق الى اللة = السلوك المقبول عند اللة هو مسار الاسلام وليس الرفض و المعاندة – آل عمران – 19

انَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ-آل عمران-19

الاسلام منهاج حياة لكل الأديان هو المسلك و الطريقة المقبولة لدى اللة التى تعنى الاقرار و الاعتراف بالرسالة و رسولها المرسل لانقاذ البشرية-ولا مسلك غير الذى رسمة اللة لنا مسلك التسليم و الأذعان و الخضوع و الأنقياد للة الديان – هما سبيلان اما القبول او الرفض ولا ثالث لهما آل عمران – 85

وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ-آل عمران-85

الاسلام دين عموم البشر – هو اسم العلاقة بين العبد و  ربة (الاسلام دينا = الاسلام هو شكل التوجة نحو اللة – المائدة – 3-آخر سور التنزيل على الرسول

اى انتهاء مهمة سيدنا محمد فى هذا اليوم

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ-المائدة-3

اللة يطلب من المتقين ان يستمروا فى منهج التسليم للة بصفة دائمة – آل عمران – 102

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَآل عمران-102

الحواريون كانوا مسلمون لرسالة عيسى و للة (بوحى من اللة يأمر بالتسليم) – المائدة – 111

وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ-المائدة 111

مسلمون للالة الواحد – الأنبياء – 108

قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ-الأنبياء-108

التسليم مرادف للايمان – الأحزاب – 22

وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً-الأحزاب 22

الاستسلام للة – الصافات – 26

بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ-الصافات-26

الانابة للة =  التسليم للة –  الزمر – 54

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ-الزمر-54

الاسلام اقل درجة من الايمان – الحجرات – 14

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ-الحجرات-14

اتباع يعقوب كانوا مسلمين – البقرة – 132

وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ-البقرة-132

أبناء يعقوب كانوا مسلمون  للالة الواحد – الة كل الرسل – البقرة – 133

أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ-البقرة-133

كل الرسل  مسلمون للة لا تفرقة – البقرة – 136

قولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ-البقرة-136

اتباع عيسى كانوا مسلمون للرسالة الجديدة – آل عمران – 52

فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ-آل عمران-52

اللة يطلب من اتباع كل دين ان يكونوا مسلمون لة – تسليم الوجة للة – آل عمران – 64

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ-آل عمران 64

اللة لا يأمر الناس ان يجعلوا الملائكة و النبيين آلهة او اربابا بل يطلب منهم ان يكونوا مسلمين للة – آل عمران 80 – 84

وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ-آل عمران80

 آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ-آل عمران-84

تقدّم القول أنّ تعدّد رسل الله واختلاف الأحكام التي جاءوا بها لا ينافي وحدة الدين بمعنى الرابطة الوثيقة بين الخالق والمخلوق‮. وكل كلمة من الله هي نور بدون اعتبار لزمانها ومكانها أو الأفق الذي أشرقت منه: فالزبور والتوراة والإنجيل والقرآن كلها كلماته ونوره ورباطه الوثيق وعهده المصون، كما قال تعالى: “مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يِتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ”١ ، فلا شك أن الآيات التي يتلوها أهل الكتاب هي آيات الإنجيل والتوراة، وليست آيات القرآن الكريم‮.

وفي قوله تعالى: “مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نَنْسِهَا نَأْتِ بِخَيرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا” بيان واضح يؤكد الوحدة التي تربط جميع آياته – بدون تخصيص أو تحديد – والعروة الوثيقة التي توحد الرسالات الإلهية المتعاقبة‮. والمستفاد من لفظ “‬نَنْسَخْ‮” أن بين آيات الله وحدة لا تنفصم بطول الزمن بين رسالة وأخرى، فالآية اللاحقة إن تعارض حكمها أو مفهومها مع آيات سابقة حلّت محلّها واعتبرت تعديلاً لها، لأنه لا يتصور وجود تناقض في كلام الله وتفاوت في الأحكام التي يطلب من عباده اتباعها في زمن معين‮. والآية المذكورة تجزم بأن الآية الناسخة إمّا تماثل المنسوخة أو هي خير منها.

ولا يفهم من لفظ “خير منها” في هذا الموضع معنى المفاضلة بين الآيات سواء من حيث صوابها أو دقة إحكامها، فذلك مناف للكمال الإلهي ودوامه على حال واحد لا أحسن فيها ولا أسوأ‮. فليست المفاضلة هي المراد من قوله: “بِخَيرٍ مِنْهَا” وإنّما المقصود أن الله يبدّل آياته وأحكامه بما يناسب مدارك الإنسان المتنامية، وظروف نشأته المتغيّرة‮. وواقع الحال أنه ليس تغييراً وتبديلاً لتصحيح أو تحسين الكلام، ولكنه استبدال اقتضاه التدرج في تربية الإنسان وتهذيب فكره وتنظيم حياته، فآيات الله نظم مكنون في كتاب محفوظ يكشف عنه رسله تعالى بقدر طاقة أهل الإمكان ووفقاً لمدى تقدمهم وقابلياتهم‮. وليس من شأن العبد أن يقارن أو يفاضل بين أجزاء هذا النظم، وإنّما واجبه التسليم والإيمان بما فيه “كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا”٢.

من هنا نرى أنّ الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والزردشتية وسائر الديانات السماويّة كلّها من حيث أصولها وغاياتها فيض إلهي واحد، وهي تختلف بطبيعة الحال من حيث زمانها وأسلوبها وتعاليمها ولكنها متحدة في سعيها لعلاج ما اختل من شؤون المجتمع البشري بما يتفق مع درجة بلوغه ورشده، وإعداده لمتابعة السير في مراحل التطوّر الروحاني غير المتناهية.

وفي هذا السياق العام يمكن فهم قوله تعالى: “اليومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً”٣، فهذا الخطاب الرحماني موجّه بنوع الخصوص إلى أمّة سيدنا محمد ويحتمل أن تكون الإشارة فيه إلى رسالته‮. ولكن كلمة “‬الإسلام‮” في قوله تعالى “وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيْناً” تفيد أكثر من معنى‮. فلكلمة الإسلام لُغَةً معانٍ عدة‮. ومن معانيها الخضوع والانقياد لكل ما يأتي من عند الله، وإسلام الوجه إلى الله، وتفويض الأمر إليه‮. كما أن من معانيها أيضاً اتّباع شريعة محمد رسول الله‮.

وهذا المعنى الأخير الخاص للفظة “الإسلام” هو الذي اعتبره أكثر المفسّرين، فقد جاء في مختصر تفسير ابن كثير لهذه الآية “‬هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأُمّة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره‮”٤ ويعود ابن كثير فيقول في الصفحة نفسها تفسيراً لهذه الآية: “لما نزلت “اليَومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ” وذلك يوم الحج الأكبر بكى عمر، فقال له النبي: ما يبكيك؟ فقال أبكاني أنّا كنّا في زيادة من ديننا، فأمّا إذا كمل فإنه لم يكمل شيء إلاّ نقص، فقال: “صدقت‮”‬، ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: “إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء‮”٥.

ولا تـثريب على عامة المفسّرين إذا عظّموا دينهم ورفعوا قدره ومدحوه مع ملاحظة عدم الإسراف في ذلك، وإلاّ وقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه الأمم السابقة فضيّقوا المعاني المبسوطة، وخصّصوا فيها بدون دليل، وأوجدوا التعصب الأعمى وأضلّوا الكثير من الناس‮. وقد رأينا – فيما سبق – أن اليهود اعتبروا كتابهم كاملاً حاوياً كل شيء، وما زالوا يردّدون أن شريعته شريعة أبدية لا تتغيّر وليسوا في حاجة إلى غيرها‮. وقد كان هذا الفهم صحيحاً في زمان شريعة سيدنا موسى كما صدّق بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: “ثُمَّ آتَيْنَا مُوْسَى الكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِم يُؤْمِنُونَ”٦، فكتاب سيدنا موسى عليه السلام كتاب تام، وفيه تفصيل كل شيء، ولكن إطلاق هذا الوصف على نحو يسد باب الهدى من بعده، وينهي رسالات الله، ويزعم أن “يَدْ اللهِ مَغْلُولَةًٌ”٧ تضييق للمعنى وخطأ أدّى بهم إلى تكذيب رسل الله الذين بعثهم الله بالحق من بعد سيدنا موسى.

فتخصيص معنى “الإِسْلاَمَ” على وجه الإطلاق لا يتفق وسياق الكلام، وينحرف عن المراد‮. وحصر معنى “الإِسْلاَمَ” في قوله: “وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً” في الإشارة إلى شريعة سيدنا محمد لا مبرر له ولا دليل عليه، فالآية تحتمل أيضاً المعنى العام للفظة “الإِسْلاَمَ” أي تسليم الوجه إلى الله والإذعان لأوامره تعالى وهذا هو جوهر الدين وحقيقته‮. وبهذا المعنى وصف الله الأمم السابقة بالإسلام كما قال في معرض الحديث عن سيدنا إبراهيم: “إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِيينَ”٨، أو دعاء سيدنا إبراهيم وإسماعيل “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِينَ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ”٩، وكذلك وصيّـته لبنيه: “يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُم الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ”١٠، كما كان حواريوا سيدنا عيسى أيضاً مسلمين: “فَلَمَّا أَحَسَّ عِيْسَى مِنْهُم الكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”١١.‬

فواضح من الآيات السابقة أن الإسلام بمعناه العام هو طاعة الله وإسلام الوجه إليه تعالى وهو أساس العبودية للّه ولا يتصوّر إيمان المرء بدين سماوي إلاّ إذا كان مقروناً بتسليمه لأمر الله ظاهراً وباطناً‮. وبهذا المعنى جاءت الآية المباركة: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ”١٢. ومن الواضح أن صرف دلالة كلمة الإسلام – معرفة بالألف واللام – في هذه الآية إلى رسالة سيدنا محمد وحدها ينفي وصف الدين عن رسالة كل من سيدنا موسى وسيدنا عيسى، وهو ما يناقض آيات القرآن الصريحة بأن ما جاء به سيدنا موسى وسيدنا عيسى كان حقاً من عند الله‮. والمعلوم لغة أن كلمة “‬الدِّينَ” – معرفة بالألف واللاّم – وبدون تخصيص تعني أولاً: الرابطة بين العباد وخالقهم ولا تقتصر على رسالة معيّنة بل تشملها جميعاً.

‬كما تعني ثانياً: أن هذه الرابطة واحدة على ممرّ الزمن، وأن تتابع الشرائع المعدّلة لأحكام هذا الدين الواحد هي سرّ دوام حيوية هذه الرابطة وصلاحها مع تغيّرِ الظروف والأحوال.

‬والآية الواردة بعد “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ” تبيّن بوضوح المعنى المراد إذ جاء القول فيها موجها إلى سيدنا محمد: “فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي للهِ”. وبهذا أوضح الله تعالى أهمية إسلام العباد لتعاليمه وأحكامه بحيث صار الإسلام وصفاً شاملاً وشرطاً لكل الرسالات الإلهية، فسيدنا نوح جاء بدين وصفه الله تعالى بأنّه الإسلام: “وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ”١٣، وسيدنا يعقوب عليه السلام جاء أيضاً بالإسلام: “أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيْهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”١٤، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام: “وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَـَّما جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ”١٥، وسيدنا عيسى عليه السلام جاء بالإسلام: “وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوَارِيـِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسلِمُونَ”١٦.

وخلاصة ما تقدّم أنّ “للإسلام” أكثر من معنى فهو في موضع يعني استجابة العباد إلى أوامر الله وانقيادهم لمشيئته، وفي موضع آخر اسم رسالة من الرسالات السماوية.

أمّا قوله تعالى: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ”١٧ فيمكن حمل كلمة “الإسلام” في هذه الآية على معناها العام بناء على سياق الحديث في الآية السابقة “قُولُوا ءَامَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوْسَى وَعِيْسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِم لاَ نُفَرِّقُ بِيْنَ أَحَدٍ مِنْهُم وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”. فالإسلام بمعناه العام – كما رأينا – شرط لازم ومشترك لكل الشرائع، ويعني رفض الله أدنى تحفّظ أو تردّد من عباده إزاء قبول شرائعه وأوامره قبولاً غير مجزأ وغير مشروط، ولا يقبل منهم إلاّ تسليمهم التام لكل ما جاء فيها‮.

وبعبارة أخرى، إن الرسالات الإلهية المتتابعة لا تبغى اقتسام العباد، ولا تريد التفرقة، ولا تمس بوحدة الدين، وإنما هي – كبنيان مرصوص – تكمّل كل منها الرسالة السابقة عليها، فتبدّل بعضاً من أحكام الشريعة السابقة بأحكام تحقق الغايات نفسها، كما بدّلت شريعة سيدنا موسى شرع سيدنا إبراهيم، وكما نسخت شريعة السيد المسيح شرع سيدنا موسى، وكما نسخت شريعة سيدنا محمد شرع سيدنا المسيح وهلمّ جرّا، وهكذا تتصل كل رسالة بالأخرى وتكوّن حبلاً واحداً أمر الله الناس أن يعتصموا به، وذلك هو عهد الله مع عباده.

والمتدبّر في كتاب الله يتبين أن لله مع البشر عهدين: عهد عام مع الناس جميعاً أن يؤمنوا برسالاته ويتّبعوا أوامره ويسلّموا له بحكم الفطرة التي فطر الناس عليها “أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ”١٨، وعهد خاص يوثّـقه الله مع المؤمنين في كل رسالة من رسالاته وهذا مفهوم من لومه تعالى لبني إسرائيل لحنثهم بعهده الذي أوثـقه سيدنا موسى: “يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيكُم وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوْفِ بِعَهْدِكُم وَإِيَّايَ فَارْهَبُونَ”١٩، وجاء في تفسير الشيخ محمد عبده: “عهد الله تعالى إليهم يُعرف من الكتاب الذي نزّله إليهم، فقد عهد إليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وأن يؤمنوا برسله متى قامت الأدلة على صدقهم، وأن يخضعوا لأحكامه وشرائعه”٢٠. ولا يجوز القول: بأن الخطاب موجّه إلى بني إسرائيل ولا يصدق على غيرهم، لأن العدل الإلهي لا يخصّ قوماً بما يأباه على غيرهم فرحمته تعّم العالمين ونوره يهدي كل البشر، ولومه بني إسرائيل يصدق أيضاً على كل أمّة تعرض عن رسالاته وتتخذ منها موقفاً مماثلاً لموقف بني إسرائيل‮. ومضمون العهد الإلهي المشار إليه في الآية المذكورة صريح في قوله تعالى موجّهاً إلى بني الإنسان عامّة: “يَا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأْتِيَنَّكُم رُسُلٌ مِنْكُم يَقُصُّونَ عَلَيْكُم ءَايَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ”٢١.

وحقيقة أخرى تؤكدها هذه الآية المباركة ألا وهي وحدة دين الله التي لا تتعدّد بكثرة رسله وتعدّد شرائعهم على مدى الزمن، ومن ثم من يؤمن برسالة ولا يؤمن بأخرى، كأنه حنث بعهد الله، لأنّه قد احتجب بالتعدّد عن وحدانيته تعالى‮. وتبعاً لذلك مَن يـؤمن برسول دون رسول يكون قد غفل عن حقيقة التوحيد‮. وهذا قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيْدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيْدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاُ أُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ حَقّاً وَاعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُم أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيْهِم أُجُورَهُم وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً”٢٢.‬

هذا هو الكفر بأدق معانيه، ويختلف عما تظنّه العامّة الذين يعتبرون الكفر عدم الاعتراف بوجود الباري جلّ وعلا‮. وهذا تصوّر غير صحيح، فما من إنسان إلاّ ويعترف بوجود إلَه واحد مدبّر لشؤون الكون، حتى الطبيعيّين – على الرغم من عدم استعمالهم لفظ الجلالة – يعتقدون بوجود قوّة خفيّة مسيّرة للكون وإن كانوا لا يدركون كنهها ولا يعرفونها بغير هذا التعريف‮. فالكفرالحقيقي – كما صرحت الآية المباركة – هو التفريق بين رسل الله، والتفريق بينهم وبين الله عزّ وجلّ، وقبول واحد ورفض الآخر، فالذي يعترض على أيّ رسول إلهي في أيّ زمن من الأزمان يكون في الحقيقة قد قطع ما أمر الله به أن يوصل‮. وقد ذكّر حضرة بهاءالله هذه الحقيقة في تأكيد قاطع بقوله المنيع: “وإنّك أنت أيقن في ذاتك بأنّ الذي أعرض عن هذا الجمال فقد أعرض عن الرّسل من قبل ثم استكبر على الله في أزل الآزال إلى أبد الآبدين‭”‬ ٢٣.

أضف تعليق