لماذا ينكر الناس المظاهر الألهية – من مدونة دع الشمس تشرق

لماذا ينكر النّاس المظاهر المقدّسة والرسالات الالهية

اخذت المواضيع من كتاب الايقان لحضرة بهاء الله وكتاب خطب حضرة عبد البهاء في اوروبا وامريكا وكتاب ميرزا ابو الفضائل

وبداية نجد ان جميع الامم التي تؤمن بالديانات السماوية ظلت محتجبة عن النور المبين الذي يرسله الخالق عز وجل الى العالم من فترة الى اخرى من الزمن لنفس الاسباب الا وهي

 1- السبب الاول:  (ختم الرسالات) فكل ملة تؤمن بان رسولهم هو اخر الرسل

2- السبب الثاني: (ابدية الشريعة) فكل ملة تؤمن بأن الشريعة التي يؤمنون بها هي اخر الشرائع ومن سيأتي لابد وان يسير على نفس الشريعة

3-السبب الثالث: (الاشراط والعلامات) فبرغم ان كل رسالة قد بشرت بالظهور الالهي اللاحق الا ان هناك علامات موجودة في الكتب المقدسة لم تظهر مع الرسالة الالهية اللاحقة

4-السبب الرابع: (الاسم) ان ما تتنبأ به الكتب المقدسة اسم معين ولكن الرسول اللاحق يظهر بإسم اخر

5-السبب الخامس: (حياة الرسول) لان الرسل هم بشر مثلنا يأكلون ويمشون

6-السبب السادس: (علماء العصر)  تمسُك كل ملة بعلماء عصرهم واتباع مايفتون به بدون الرجوع الى الكتب الالهية

 فنجد ان كل الرسالات تحمل نفس الامتحانات لاختبار العباد ومدى تمسكهم بما بين يديهم

 فكيف انطبقت الاسباب الستة

بالامة اليهودية وظهور سيدنا المسيح

فاليهود كانوا ينتظرون السيد المسيح ولكنّهم حينما ظهر, أنكروه بل كفّروه وصلبوه.

وعندما نطبق الاسباب الستة على امة سيدنا موسى نجد التالي

فقد ذكر في التوراة :

السبب الاول

اخر الرسل  ”اني أرفع إلى السماء يدي وأقول حي أنا إلى الأبد” تثنية 32-  42

السبب الثاني:

( ابدية الشريعة “فيحفظ بنو اسرائيل السبت ليصنعوا السبت في أجيالهم عهدا ابديا وهو بيني وبين بني اسرائيل علامة الى الابد” خروج 31 – 16و17

 ومن هذه الايات يتضح ان سيدنا موسى هو اخر الرسل وان التوراة هي الشريعة الابدية

 ومع ذلك فقد

تنبأ التوراة: بظهور السيد المسيح ورجعة ايليا ورب الجنود

السّبب الثالث :( الاشراط والعلامات) هو أنه هناك شروط مذكورة في الكتاب المقدس يجب ان تظهر مع ّ الشّخص الموعود

أنّ المسيح يأتي من مكان غير معلوم- وأنّ يرعى بعصا من حديد أي بالسّيف- وأن يجلس على سرير داود- ويؤسّس سلطنة -وأنّ يروّج شريعة التّوراة- وحتّى ان الحيوانات يجب أن تعيش في منتهى الرّاحة..ويشرب الذّئب والحمل من معين واحد ..ويرعى الأسد والظّبي في مرعى واحد لكنّ الظّلم استفحل إلى درجة أنّ حكومة الرّومان سيطرت على فلسطين وهي تذبح اليهود وتضربهم وتنفيهم وتسجنهم ووصل الظّلم والعدوان إلى ما لا نهاية له حتّى إنّهم صلبوا المسيح نفسه

فهل انطبقت تلك العلامات المذكورة في التوراة على سيدنا المسيح وكيف؟

فأوّلاً: أنّه (يأتي من مقام غير معلوم) فمع أنّ جسمه كان من النّاصرة إلاّ أنّ روحه لم تأتِ لا من الشّرق ولا من الغرب بل جاءت من عالم إلهيّ

وثانيًا: أمّا (العصا) فقد كان لسانه المبارك سيفًا قاطعًا يفصل بين الحقّ والباطل.

ثالثًا: (يجلس على عرش داود ويكون سلطنة) فالحقيقة فان سلطنة المسيح سلطنة روحانيّة وأبديّة وكانت ممالكه القلوب وليس التّراب الفاني وسلطته ظلت باقية إلى الأبد ولا نهاية لها.

ورابعًا: (يروّج لشريعة التّوراة) فإنّ هذا يعني أنّه يخلّص الأساس الّذي وضعه حضرة موسى من قيد التّقاليد ويروّج تلك الحقيقة. فقد روّج الوصايا العشر وروّج حقيقة شريعة موسى واكد على احقية سيدنا موسى ولكن الشرائع تختلف طبقا لكل عصر

خامسًا: (فتح الشّرق والغرب) بالقوّة الإلهيّة وفتوحاته باقية حتّى الآن ثابتة لا نهاية لها وتنتشر المسيحية الان في معظم بقاع العالم.

 وسادسًا: (يشرب الذّئب والحمل من معينٍ واحد) فالمقصود بذلك هو أنّ النّفوس الّتي تشبه الذّئب والحمل (من شدة الاختلاف والعداوة والبغضاء) عندما تؤمن بحضرة المسيح يزول الخلاف بينهما ويعيشان في محبة ووصفاء لانهما شربا من معين العناية الالهية

السبب الرابع: (الاسم) ان السيد المسيح كان اسمه يسوع ولم يكن اسمه الحقيقي المسيح

الامة المسيحية وظهور سيدنا محمد

برغم ان المسيحين ينتظرون عودة السيد المسيح الا انه مع ظهور سيدنا محمد فانهم انكروه لنفس الاسباب التي انكر بها اليهود سيدنا المسيح

فقد ذكر في الانجيل

السبب الاول (اخر الرسل) : “أنا هو الألف والياء, الأول والآخر” رؤيا يوحنا 1-11

السبب الثاني (ابدية الشريعة)“السماء والارض تزولان ولكن كلامي لايزول” متى 24- 35

ومن هذه الايات يتضح ان سيدنا عيسى هو اخر الرسل وان الانجيل هو الشريعة الابدية

 ومع ذلك فقد تنبأ الانجيل بظهور المعزي والكامل وظهور الآب وروح الحق

السبب الثالث (العلامات والاشراط) التي وردت في الانجيل عند نزول السيد المسيح فبرغم ان هذه العلامات قد ذكرت عند الظهور الثاني لسيدنا المسيح الا ان حضرة بهاء الله اكد في كتاب الايقان بان تلك العلامات قد ظهرت ايضا مع ظهور سيدنا محمد : فهي ضيق الايام والشمس تظلم -والقمر لا يعطي ضوءه -والكواكب تتساقط من السماء -وقوات الارض ترتج -وتظهر علامات ابن الانسان في السماء -وينوح كل قبائل الارض -ويأتي راكبا على سحاب السماء مع قوات ومجد كبير -ويرسل ملائكته مع صوت الصافور العظيم -ولابد ايضا ان يحكم بشريعة الانجيل

ولما اتى سيدنا محمد ولم تنطبق عليه العلامات ايضا واعترضوا عليه فقد اتى ماشيا على التراب ولم ينزل من السماء ولم يكن معه قوة حتى ان اقرب المقربين من اهله وعشيرته حاربوه وحاولوا قتله ولم يأتي بملائكة ولا بصوت الصافور العظيم

فهل انطبقت تلك العلامات على سيدنا محمد وكيف؟

 (ضيق الايام) يعني تبتلى الناس بالشدة والضيق (تظلم الشمس)اي تزول اثار شمس الهداية الحقيقة وتنعدم اثمار العلوم والمعارف و(القمر لا يعطي ضوءه) لا يعمل الناس بالشريعة وتغلق ابواب التوحيد وتنقلب الهداية بالشقاوة وتغلب ارياح النفس والهوى و(النجوم التي تتساقط) هم علماء العصر الذين يضلون الناس ويخيب مسعاهم و(قوات الارض ترتج) اي ان اراضي القلوب تتزعزع بين معترض ومصدق و(علامة ابن الانسان) التي تظهر في السماء فانه قبل ظهور كل رسول يظهر نجم ظاهري في السماء اما على الارض فقد ظهر اربعة رجال واحدا تلو الاخر بشروا بظهور رسالة جديدة وكان يشرف بخدمتهم (روزبة) الذي سمي بسلمان وعند وفاة الرجل الرابع طلب منه ان يدفنه في الحجاز حيث اشرقت الشمس المحمدية اما (ينوح العباد) فانه ينوح البشر من فقدان شمس الجمال الالهي وفقدان الهداية والتأييد الالهي و(اتيا على السحاب) ان هذا الرسول ينزل من عند الخالق عز وجل على سحاب المشيئة والقدرة الالهية مع (قوات ومجد كبير) من الدعم الالهي حيث يؤمن به الكثيرون الذي يضحون بكل ما عندهم لاعلاء الكلمة الالهية برغم الاعتراض الشديد. اما السلطنة والتي هي ممالك القلوب فقد تحققت وانتشر الاسلام الى جميع ممالك الارض وقد اكد الرسول الكريم على احقية الانجيل واحقية سيدنا المسيح

السبب الرابع: (الاسم) ان من سيأتي سيكون اسمه المسيح ولكن سيدنا محمد كان اسمه محمد ابن عبد الله

الامة الاسلامية وظهور حضرة بهاء الله

برغم ان المسلمين ينتظرون عودة السيد المسيح الا انه مع ظهور حضرة الباب وحضرة بهاء الله فانهم انكروهما لنفس الاسباب التي انكر بها اليهود والمسيحين سيدنا المسيح وسيدنا محمد

فقد ذكر في القرآن الكريم

 السبب الاول:

(اخر الرسل) “مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ“ الاحزاب 40

السبب الثاني: (ابدية الشريعة)“اليومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً”المائدة٣

“وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ وهو في الآخرة من الخاسرين” آل عمران ٨٥

 ومن هذه الايات يتضح ان سيدنا محمد هو اخر الرسل وان القرآن هو الشريعة الابدية

 ومع ذلك فقد

تنبأ القرآن والاحاديث الشريفةعن ظهور المهدي ورجعة السيد المسيح والقائم والقيوم المنادي والداعي والنبأ العظيم والبينة والرسول

 السبب الثالث (الاشراط والعلامات): واعظمها هو علامات يوم القيامة الكبرى التي جاءت في معظم آيات القرآن الكريم كالنفخ في الصور مرتين (الراجفة والرادفة)- والشمس كورت- والنجوم انكدرت والجبال كالعهن المنفوش- والعشار تعطلت- والوحوش حشرت -والبحار سجرت- والنفوس زوجت والمؤدة سئلت بأي ذنب قتلت- والصحف نشرت- والسماء كشطت- والجحيم سعرت- والجنة ازلفت والسموات مطويات بيمينه يوم القيامة- وغيرهم من الايات المتشابهات والتي لم تفسر وترك تفسيرها الى يوم القيامة

ورغم انتظار المسلمين لظهور المهدي المنتظر ونزول السيد المسيح ورغم ظهور حضرة الباب وحضرة بهاء الله فان هذه العلامات لم تتحقق حسب الظاهر فلا الشمس كورت ولا القمر ولم يمت الناس ولم ينفخ في الصور ولم يرى الناس النار ولا الجنة

 فهل انطبقت تلك العلامات على حضرة الباب وحضرة بهاء الله وكيف؟

(فالراجفة والرادفة) هم النفختين ايذانا بظهور رسالتين متتاليتين وهم حضرة الباب وحضرة بهاء الله (والشمس كورت) هنا هي شمس الهداية الالهية حيث يبعد الناس عن التعاليم الالهية وتنقطع عنهم التأييدات الربانية (والنجوم انكدرت) التعاليم الالهية قد انمحت اثارها من بين الناس واصبح الايمان بالاسم فقط  (والجبال كالعهن المنفوش) هم علماء العصر الذين يفسرون باهوائهم ويفتون حسب مصالحهم المادية واهوائهم الشخصية (العشار عطلت ) اي (الجِمال) فانها تعطلت ولم تصبح وسيلة مواصلات بعد ان دخلت المواصلات الحديثة و(الوحوش حشرت) فقد تم عمل حدائق الحيوان وجمعت الحيوانات المختلفة من اقاصي الارض وايضا انواع البشر المتناحرة عندما امنت بحضرة بهاء الله اصبحت الالفة والاتحاد تجمعهم و(البحار سجرت) وقد امتلأت البحار والمحيطات بكل انواع السفن: و(الصحف نشرت) ايضا نشرت الصحف والجرائد وتغيرت معالم الارض كلها و(السماء كشطت) وقد كان الناس قديما يعتقدون ان السماء الظاهرة هي شئ ملموس ولكن مع تقدم العلم واختراق الفضاء لم يجد العلماء هذه السماء الموهومة فاين هي تلك السماء التي يظن الناس بانها موجودة مع ان العلماء وجدوا مجموعة من الغازات ولكن العلم الالهي اكد على ان السماء هنا يُعبر عنها بالاديان وتعني تجديد الشرائع وانزال سماء دين جديد و(السموات مطويات بيمينه) تعني سموات الاديان السبع الصابئة والهندوسية والبوذية والزردشتية واليهودية والمسيحية والاسلام ستندمج جميعها لتستظل جميعها تحت مظلة دين الهي عالمي واحد. و(الجحيم سعرت والجنة ازلفت) فهذا حساب للامم ومدى ايمانها وتطبيقها للشريعة التي بين يديهم اولا وايمانهم وعدمه بالشريعة الجديدة ومدى اعتراضهم و(اذا المؤدة سئلت باي ذنب قتلت) المقصود هنا المرأة التي كانت حقوقها مهدورة ومقتولة لقرون عديدة قد خرجت الان ونالت حقوقها جنب الى جنب مع الرجل

السبب الرابع: (الاسم) ان المسلمين ينتظرون المهدي المنتظر باسم محمد بن عبد الله وينتظرون السيد المسيح باسم المسيح

والسّبب الخامس: (حياة الرسل) أنّ للمظاهر المقدّسة الإلهيّة ثلاث مقامات أحدهما المقام البشريّ

فالمقام البشريّ ظاهر لكنّ الخلق عاجزون عن رؤية الحقيقة المقدّسة بل ينظرون إلى النّاحية البشريّة فيه.

وعندما يرون مقام البشريّة مشتركًا مع سائر البشر يأكلون مثل سائر البشر وينامون ويمرضون ويضعفون لهذا يقيسونهم بمقياس أنفسهم

 سيدنا محمد “وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً” الفرقان, 7

السبب السادس: (علماء العصر) فالعلماء على قسمين: (القسم الاول) العلماءالذين يظهرون في زمن ظهور كل رسول وهؤلاء يكونون في منتهى القوة والإيمان ويكونون مثال يحتذى به ويضحون باموالهم وانفسهم في سبيل الخالق عز وجل عندما يمتلئ قلبهم بالايمان وتقوى الله ويطبقون الاحكام الالهية ولا يبقى لديهم مكان للشهوات النفسية ولا المصالح الشخصة ولا زخارف الدنيا الفانية اما (القسم الثاني ) فهم العلماء الذين يكونون سبب في اضلال الناس واعتراض البشر على الرسالة الالهية الجديدة حيث تغلب الماديات على حياتهم الشخصية ويعملون الدين كانه تجارة وسلع تباع وتشترى بالاموال ويكونون كالعهن المنفوش وتكثر الفتاوي المتضاربة التي تحطم الانسانية وتكون سببا في الفرقة وعدم الاتحاد بين البشر وسبب للبغض والكراهية بين ملل الاديان المختلفة وبين المذاهب المختلفة للدين الواحد ناهيك عن التكفير والسب واللعن

 وهؤلاء هم الذين قيل في حقهم على لسان الصادق بن محمد(فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفيتنة واليهم تعود) فنجدهم اليوم يتخذون وظيفة رجل دين (اي ان تكون وظيفتهم التي يأخذون منها رواتبهم) والذي علينا ان نعرفه تمام  المعرفة انه لا يمكن ان تجتمع روحانيات الدين السامية مع زخارف الدنيا الفانية في قلب اي مؤمن

“سيأتي زمان على امتي لا يبقى عندهم من الاسلام الا اسمه ولا من القران الا رسمه يدعون الايمان وهم ابعد الناس عنه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان اشر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود” حديث شريف

فنجد ان ما تعلمه الناس من علماء كل عصر هي نفس الاشياء الا وهي

1-    انكار كل امة للامم الاخرى فاليهود ينكرون احقية الزردشتية والبوذية ينكرون اليهود والمسلمون ينكرون احقية الزردشتية والبرهمية ينكرون احقية الاسلام واليهود ينكرون الهندوسية

2-    انكار الديانات اللاحقة كانكار اليهود لسيدنا المسيح والنصارى لسيدنا محمد

3-    التهم والاعمال  التي يتبادلها رؤساء الديانات المختلفة كالسب واللعن والتكفير وغيرهم

4-العبادات المبتدعة التي ادخلت على الديانات السماوية السبع والتي لا اصل لها في الكتب المقدسة وانما هي بدع من صنع البشر وقد ادى ذلك الى تبادل التهم بين الملل والاقوام

عبادة الاوثان في الديانات الهندوسية والبوذية والصابئة

عبادة النار في الزردشتية

عبادة رسوم القديسين وذخائر الشهداء والصالحين في المسيحية

الاحتفال بمولد الاولياء في السنة

جرح الرؤوس بالخناجر وتشخيص صور الشهداء في الشيعة

 وقد زاد من حدة ذلك عدم اختلاط ملل الديانات المختلفة في السابق وعدم اطلاع بعضهم على حقيقة عقائد الاخرين بسبب عدم الترجمة وصعوبة النشر والطباعة

 ومن هنا ظهرت نتيجتان

 النتيجة الاولى: اصحاب كل ملة عجزوا عن اثبات احقية دينهم بالدليل والبرهان الواضح من الكتب الالهية الاخرى وتمسكوا وكتبوا معجزات عن رسولهم ودونوه في كتابهم وهذا حال جميع الاديان دون استثناء وهذه المعجزات لم تدل دلالة اصلية على احقية كل رسالة

ولو نظروا في الاحكام والحدود والشرائع الموجود في كتاب كل امة لنجد انها متفقة مع بعضها في العبادات الروحانية ايضا “ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت” الملك

 النتيجة الثانية: ظهور الطبيعين والفلاسفة واللادينين والملحدين ومنهم من ظن نفسه اله قادر على التشريع وادعى الرسالة ومنهم من سولت له نفسه وسخر من الرسالات الالهية

والخلاصة هنا ان الكتب السماوية واحدة من اله واحد وجميعها اتفقت على

الاتفاق الاول: ان مظاهر امر الله استعملوا الاشارات والتشبيهات لانهم من حيث الروح هم مظاهر اسماء الله وصفاته ومن حيث الجسد هم مطالع الانسانية ياكلون ويشربون ولكنهم يمتازون بانهم الانسان الكامل  صاحب العصمة الكبرى فاستعملوا التلويحات والتشبيهات المخبأة في قصور الايات والبيانات

 الاتفاق الثاني: الكتب السماوية الثلاثة بها العديد من معضلات الامور التي لم تفسر مثل رؤيا دانيال في التوراة ورؤيا يوحنا في الانجيل والمتشابهات في القرآن وترك تفسيرها الى وقت المنتهى اي يوم القيامة الكبرى

 الاتفاق الثالث: ان ما انزل في جميع الكتب السماوية من مجيء يوم الله ومجي الرب والساعة واشراطها كظلمة الشمس وسقوط النجوم وانفطار السموات متشايه الى حد كبير وان علامات يوم القيامة التي نزلت على لسان المرسلين على غرار واحد وان اختلفت لغاتهم

 الاتفاق الرابع: ان جميع الاديان السماوية اكدت على احقية الرسالة السابقة لها رغم اعراض ملة الامة السابقة وتحملت العذاب والشقاء ليس لتدافع عما ورد في الدين الحالي بل ولتدافع عن الدين السابق ايضا

فنجد المسيحية اكدت على سيدنا موسى والاسلام اكد على سيدنا المسيح وسيدنا موسى والبهائية اكدت على احقية جميع ما سبق من الرسل ورغم ذلك فما زال الناس يعترضون فسبحان الله

 الا نحتاج وقفة من التأمل لنجد ان التاريخ يعيد نفسه ومع ذلك فان رحمة الله واسعة ولن تنقطع

 يتفضل السيد المسيح مخاطبا اليهود

“لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني” يوحنا 5-46

 فبرغم ايمان اليهود بسيدنا موسى الا انهم في نظر السيد المسيح لميصدقوا به لانه قد كتب عن السيد المسيح ومع ذلك اعترضوا عليه وكذبوه

وقد تنبأ ايضا سيدنا محمد بذلك عندما قال

فقال: “لَتَسلُكَنَّ سُبُلَ مَن قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه. قالوا: “والنصارى واليهود يا رسول الله؟ قال: ومَن؟” رواه بخاري

 وقد تفضل حضرة بهاء الله

        انظروا إلى الأيّام السّالفة، كم من العباد من شريف ووضيع، كانوا دائمًا ينتظرون ظهورات الأحديّة في الهياكل القدسيّة، على شأن كانوا في جميع الأوقات والأزمنة يترصّدون وينتظرون، يدعون ويتضرّعون، لعلّ يهبُّ نسيم الرّحمة الإلهيّة، ويطلع جمال الموعود من خلف سرادق الغيب إلى عرصة الظّهور.  وعندما كانت تنفتح أبواب العناية، ويرتفع غمام المكرمة، وتظهر شمس الغيب عن أفق القدرة، يقوم الجميع على تكذيبها وإنكارها”

 “وكان اعتراضهم أيضًا بدرجة يعجز اللِّسان والبيان عن وصفه، ويقصر التّقرير والتّحرير عن ذكره.  فلم يظهر أحد من المظاهر القدسيّة والمطالع الأحديّة إلاّ وابتلي باعتراض النّاس وإنكارهم واحتجاجهم”

“كم من البلايا نزلت وكم منها سوف تنزل؟ امشي مقبلا الى العزيز الوهاب وعن ورائي تنساب الحباب قد استهل مدمعي الى ان بل مضجعي وليس حزني لنفسي تالله رأسي يشتاق الرماح في حب مولاه”

” ولو انهم يفرحون بما ورد علينا من البلاء سوف يأتي يوم فيه ينوحون ويبكون. فوربي لو خيرت فيما هم عليه من العزة والغناء والثروة والعلاء والراحة والرخاء وما انا فيه من الشدة والبلاء لاخترت ما انا فيه اليوم والان لا ابدل ذرة من هذه البلايا بما خلق في ملكوت الانشاء”

“قد قيد جمال القدم لإطلاق العالم وحبس في الحصن الأعظم لعتق العالمين واختار لنفسه الأحزان لسرور من في الأكوان … قد قبلنا الذلة لعزكم والشدائد لرخائكم يا ملأ الموحدين. إن الذي جاء لتعمير العالم قد أسكنه المشركون في أخرب البلاد”

 

أضف تعليق