جوهر الأديان واحد- نصوص بهائية

–   وحدة أصل الأديان والرسل

من آثار حضرة بهاء الله

1-    وإنك لو تكون من أهل هذه المدينة في هذه اللّجّة الأحدية لتَرى كل النبيين والمرسلين كهيكلٍ واحد ونفسٍ واحدةٍ ونورٍ واحد وروحٍ واحدة، بحيث يكون أوّلهم آخرهم وآخرهم أولهم وكلهم قاموا على أمر الله وشرعوا شرايع حكمة الله وكانوا مظاهر نفس الله ومعادن قدرة الله ومخازن وحي الله ومشارق شمس الله ومطالع نور الله.

(من لوح جواهر الأسرار)

2-    والذي جعله الله الدرياق الأعظم والسبب الأتم لصحته هو اتحاد من على الأرض على أمر واحد وشريعةٍ واحدة، وهذا لايمكن أبدًا إلا بطبيبٍ حاذقٍ كاملٍ مؤيَّد.

(من لوح مخاطب الملكة فكتوريا)

3-    وكل الشرائع فصّلت من نقطة واحدة وشرعت من لدى الله وترجع إليه، لا فرق بينها إن أنتم من الموقنين… يا ملأ التوحيد لا تفرقوا في مظاهر أمر الله ولا في ما نزّل عليهم من الآيات وهذا حق التوحيد إن أنتم من الموقنين، وكذلك في أفعالهم وأعمالهم وكلما ظهر من عندهم ويظهر من لدنهم كل من عند الله وكلٌ

بأمره عاملين، ومن فرّق بينهم وبين كلماتهم وما نزل عليهم أو في أحوالهم وأفعالهم في أقل ما يُحصى، لقد أشرك بالله وآياته وبرُسله وكان من المشركين.

(من لوح مدينة التوحيد)

4-    يا قوم إني لجمال عَلِيّ بينكم، ونفس محمد ٍ فيكم، وكينونة الروح بين السموات والأرض إن أنتم من العارفين.

(من كتاب بديع)

5-    تالله هذا لهو الذي قد ظهر مرة باسم الروح ثم باسم الحبيب ثم باسم عليّ ثم بهذا الاسم المبارك المتعالي المهيمن العلي المحبوب.

(من لوح نصير)

6-     وأما سؤالك عن الاتحاد، فإن الاتحاد في المرتبة الأولى اتحادٌ في الدين وهذا الاتحاد كان ولازال سببًا لنصرة أمر الله في القرون والعصور السالفة

(أدعية حضرت محبوب، ص 388)

7-     يجب على جميع الشعوب أن تستظل في ظل أمر وشريعة واحدة ويكون جميع البشر مثل الأخوة المتحابين وتستحكم روابط المحبة والاتحاد بين أبناء الجنس البشري وتنتهي وتزول كل الخلافات والمنازعات العرقية والمذهبية.

(ظهور عدل إلهي، ص 77)

من الواح حضرة عبد البهاء

1-     إن هذه النجوم الساطعة من أفق الحقيقة ائتلفت واتّحدت واتفقت وبشّر كل سَلَف عن كل خَلَف وصدَق كل خَلَف نبوة كل سَلَف، فما بالكم أنتم يا قوم تختلفون وتتجادلون وتتنازعون ولكم أسوة حسنة في هذه المظاهر النورانية والمطالع الرحمانية ومهابط الوحي العصبة الربانيه.

(مجموعة خطابات حضرة عبد البهاء، ص 20-21)

2-     جميع الأنبياء سَعَوا لوحدة الجنس البشري وخدمته، لأن أساس التعاليم الإلهية هو وحدة الجنس البشري. عمل سيدنا موسى عليه السلام على وحدة العالم الانساني وأسّس السيد المسيح وحدة الجنس البشري، أما سيدنا محمد عليه السلام فقد أعلن عن الوحدة الإنسانية وأشار الإنجيل والتوراة والقرآن الكريم إلى تأسيس العالم الإنساني. شريعة الله واحدة ودين الله واحد ألا وهي الألفة والمحبة.

(مجموعة خطابات حضرت عبد البهاء، ص 24)

3-     إن كل دين سماويّ ظهر حتى الآن قسّم تعاليمه إلى نوعين، النوع الأول هي التعاليم الروحانية مثل معرفة الله وموهبة الله وفضائل العالم الإنساني والكمالات الإنسانية، وهي لها علاقة بعالم الأخلاق، هذه هي الحقيقة وهذا هو الأصل، ودعا جميع الأنبياء والرسل إلى هذه الحقيقة… أما النوع الثاني فهي التعاليم التي لها علاقة بالأمور الجسمية وهي من الفروع حيث أنها تتغيّر وتتبدّل حسب مقتضى الزمان.

(مجموعة خطابات حضرت عبد البهاء، ص 243)

4-     إن المقصود الأصلي للمظاهر الإلهية هو تربية الجنس البشري، والأديان السماوية لم تكن سببًا للخلاف أو العداء، لأن أساس جميع الأديان هو الحقيقة، والحقيقة واحدة لا تعدّد فيها، أما الخلاف الموجود فهو من التقاليد، ووجود التقاليد المختلفة، أدى إلى النزاع والخلاف.

(مجموعة خطابات حضرت عبد البهاء، ص 351)

5-     هناك العديد من الأديان، لكن حقيقة الدين واحدة. هناك أيام عديدة ولكن الشمس واحدة، وهناك مصادر مياه متعددة ولكن الينبوع واحد، وهناك أغصان شجر كثيرة ولكن الشجرة واحدة. إن أساس الأديان السماوية هو الحقيقة، ولا وجود للأديان في غياب الحقيقة. سيدنا إبراهيم بشّر بالحقيقة وسيدنا موسى روّجها، أما المسيح عليه السلام فقد أسّسها والرسول المصطفى عليه السلام كان

رسولاً للحقيقة. حضرة الباب كان بابًا للحقيقة، أما حضرة بهاء الله فقد كان إشراقًا للحقيقة. الحقيقة واحدة لا تسمح بالتعدد أو الانقسام، إن الحقيقة مثل الشمس التي تسطع بنورها من جهات مختلفة، ومثل النور الذي يضيء المصباح .

(من كتاب Promulgation of Universal Peace، ص 126)

6-     وقد أعلن حضرة بهاء الله وحدة العالم الإنساني وكذلك وحدة الأديان لأن جميع الأديان الإلهية أساسها الحقيقة، والحقيقة لاتقبل التعدّد، والحقيقة واحدة وأساس جميع أنبياء الله واحد وهو الحقيقة، ولو لم يكن الحقيقة لكان باطلاً. وحيث أن الأساس هو الحقيقة، لهذا فإن بناء الأديان الإلهية واحد، وغاية ما في الأمر أن التقاليد حلّت في وسطها وظهرت آداب وتقاليد زائدة، وهذه التقاليد ليست من الأنبياء إنما هي حادثة وبدعة…. أما إذا نبذنا هذه التقاليد وتحرّينا حقيقة أساس الأديان الإلهية فلا شك أننا نتحد.

(خطب عبد البهاء في أوروبا وأمريكا، ص 315)

من تواقيع حضرة ولي أمر الله

1-     إن المبدأ الهام والأساسي الذي شرحه لنا حضرة بهاء الله ويؤمن به أتباعه بشكل جازم هو أن الحقيقة الدينية ليست مطلقة وإنما نسبية وأن الرسالة السماوية هي عملية مستمرة وفي تقدم وأن جميع الأديان العظيمة في العالم سماوية في الأصل وأن مبادئها الأساسية متماثلة ومتطابقة تمامًا، وأن أهدافها ومقاصدها متشابهة كما أن تعاليمها تعكس لنا حقيقة واحدة وأن وظائف هذه الأديان مكمّلة لبعضها البعض وأن اختلافها الوحيد يكمن في الأحكام والحدود الفرعية وأن مهامهم هي التكامل الروحي للمجتمع الإنساني خلال مراحل متعاقبة ومستمرة.

(نقلاً عن كتاب الدين البهائي، بحث ودراسة، ص 136)

2- يؤمن الدين البهائي بوحدة الألوهية ووحدة الأنبياء والمرسلين ويدعو إلى البحث عن الحقيقة وينبذ جميع أنواع التعصب والخرافات وينبّهنا إلى أن الهدف الرئيسي للدين هو ترويج الوئام والتآلف ويجب أن يكون الدين مطابقًا للعلم ويكون أساسًا لمجتمع سلمي ومتطور ومنظم. إنه يدعو إلى تكافؤ الفرص والحقوق والمزايا لكلا الجنسين ويؤيد التعليم الإلزامي ويضع حدًا للفقر المدقع والغنى الفاحش ويعتبر العمل المنجز بروح الخدمة نوعًا من أنواع العبادة ويقترح تبني لغة عالمية مساعدة وإيجاد المنظمات الضرورية لتأسيس وحماية سلام عالمي دائم.

(نقلاً عن كتاب الدين البهائي، بحث ودراسة، ص 138)

من رسائل بيت العدل الأعظم

1-     فالمبدأ الذي يفرض علينا أن نعامل الآخرين كما نحب أن يعاملنا الآخرون، مبدأٌ خلقي تكرر بمختلف الصور في الأديان العظيمة جميعًا، وهو يؤكد لنا صحة الملاحظة السابقة في ناحيتين معينتين: الأولى، أنه يلخّص اتجاهًا خلقيًا يختص بالناحية التي تؤدي إلى إحلال السلام، ويمتد بأصوله عبر هذه الأديان بغضّ النظر عن أماكن قيامها أو أوقات ظهورها، والثانية: أنه يشير إلى ناحية أخرى هي ناحية الوحدة والاتحاد التي تمثل الخاصية الجوهرية للأديان، هذه الخاصية التي أخفق البشر في إدراك حقيقتها نتيجة نظرتهم المشوهة إلى التاريخ. فلو كانت الإنسانية قد أدركت حقيقة أولئك الذين توَلوا تربيتها في عهود طفولتها الجماعية كمنفّذين لمسير حضارةٍ واحدة، لَجَنتْ دون شك من الآثار الخيّرة، التي اجتمعت نتيجة تعاقب تلك الرسالات محصولاً أكبر من المنافع التي لا تُحصى ولا تُعد، ولكن الإنسانية فشلت، ويا للأسف، في أن تفعل ذلك.

(من رسالة السلام العالمي وعد حق، اكتوبر 1985)

2-     يسود لدينا الاعتقاد بأن قادة الأديان ينبغي عليهم مجابهة هذا التحدي التاريخي إذا أرادوا للقيادة الدينية هذه أن يكون لها أي معنى في المجتمع العالمي الذي بدأ يبرز إلى الوجود نتيجة ما مرّ به من تجارب التحول والتغيير التي أحدثها القرن العشرون. فقد بات من الجليّ أن أعدادًا متزايدة من الناس قد وصلت إلى قناعة بأن الحقيقة الكامنة في الأديان السماوية كلها حقيقة واحدة في جوهرها، وما كان لمثل هذه القناعة أن تصدر نتيجة أي حلّ لمجادلات فقهية، ولكنها صادرة عن وعي وجداني أغناه ما توفر للآخرين من خبرات واسعة ونتيجة تولّد الاعتقاد بوحدة العائلة الإنسانية ذاتها. فمن مزيج معتقدات وطقوس دينية وأحكام شرعية تمّ توارثها من عوالم عفا عليها الزمان، بدأ يبرز هناك شعور بأن الحياة الروحية، مثلها مثل الوحدة التي تجمع مختلف القوميات والأعراق والثقافات، تشكل في حد ذاتها حقيقة واحدة مطلقة ميسور لكل إنسان سبيل الوصول إليها. ولكي يتأصل هذا الشعور الذي بدأ يعمّ الناس ولكنه لا يزال في بداية أمره وليتمكن من الإسهام إسهامًا فاعلاً في بناء عالم يسوده السلام، ينبغي عليه أن يحظى بالتأييد القلبي الكامل من قبل أولئك الذين تتوجّه إليهم جماهير الناس في كل أنحاء العالم طلبًا للهداية والرشاد حتى في هذه اللحظة المتأخرة.

(من رسالة بيت العدل الأعظم إلى قادة الأديان في العالم، نيسان / ابريل 2002)

[راجع أيضًا فصل 18 تطابق الدين مع العلم والعقل وفصل 69 وحدة الجنس البشري].

أضف تعليق