مختصر عن ملامح من مبادىء الدين البهائى- من كتاب قرن بديع

مختصر عن ملامح  من مبادىء الدين البهائى

من كتاب قرن بديع

بدأت نداءات حضرة بهاءاللة  الى العالم فى الفترة بين نفية الى ادرنة بتركيا حتى السنوات الأولى لسجنة فى عكاء بفلسطين وهى الفترة التى دعا فيها الملوك و الأباطرة جماعة وافرادا، ورؤساء الجمهوريات القارة الأمريكية والوزراء والسفراء والبابا وخليفة نبى الأسلام  والمليك الأمين على دولة الأمام الغائب ، وملوك العالم المسيحى وبطارقتة واساقفتة و قساوسة و رهبانة ورؤساء السنة والشيعة ودساتير دين زرادشت والفلاسفة والمفكرون ورجال الدين والحكماء وأهل الآستانة،مقر السلطنة والخلافة المتغطرسة، ومعشر الزردشتيين واليهود والمسيحيين والمسلمين ،وأهل البيان وقادة الفكر فى العالم والأدباء والشعراء والمتصوفة والتجار ونواب الشعوب،وبنى جنسة وأهل وطنة.

نعم نودى كل هؤلاء بين الحين والآخر فى الكتب والرسائل والألواح ليستمعوا مباشرة الى النداءات والتحذيرات والمناشدات والأنذارات والنبوءات،او بعبارة اخرى ليستمعوا الى كل ما يتألف منة نداؤة الجبار الى قادة الجنس البشرى،ذلك النداء الذى يقف فذا فريدا لا شبية لة ولا نظير فى تواريخ الأديان السابقة اللهم الا  رسائل حضرة محمد رسول اللة الى بعض معاصرية من الحكام، وان كانت هذة لا تقدم الا شبها متواضعا  شاحبا.

وكيف لا وحضرة بهاء اللة نفسة يؤكد قائلا : منذ بداية الخلق حتى يومنا هذا  لم تبلغ رسالة بمثل هذا البلاغ العلنى الشامل ، وهو يشير الى الألواح التى وجهها الى حكام الأرض، والتى امتدحها حضرة عبد البهاء فيما بعد ووصفها بأنها”معجزة” فيقول : “سمى كل لوح منها باسم خاص،فسمى الأول ب  الصيحة والثانى ب  القارعة والثالث ب الحاقة والرابع ب الساهرة و الخامس ب الطامة وكذلك سميت  الألواح الأخرى بالصاخة والآزفة والفزع الأكبر والصور والناقور وأمثال ذلك حتى يوقن جميع أهل الأرض ويشاهدوا بأبصارهم وبصائرهم أن مالك الأسماء كان  ومازال غالبا على البرية فى كل الأحوال” ،ولقد أمر أن تكتب أهم هذة الألواح مع “سورة الهيكل”   الزهراء على هيئة شكل هندسى يرمز الى هيكل الأ نسان.وفى أحد الواحة الى أهل الأنجيل وحد بين هذا الهيكل والهيكل الذى ذكرة النبى ووصفة بأنة مشرق الرحمن المنير”وانة بنتة أيدى مشية ربكم العزيز الوهاب”

ومهما بلغ هذا الأعلان  الفذاذة والروعة فأنة لم يكن سوى فاتحة لكشف أعظم وأخطر عن قوى صاحبة الخلاقة, ومقدمة لما يمكن أن يحتل بحقة أبرز عمل تم فى ولايتة،ألا وهو صدور الكتاب الأقدس .هذا الكتاب  الأقدس الذى أشير الية فى كتاب الأيقان،هو المخزن الرئيسى للشريعة التى تنبأ بة أشعيا النبى ووصفة صاحب سفر الرؤيا ب “السماء الجديدة”و “الأرض الجديدة” وانة  “مسكن اللة مع الناس” و “المدينةالمقدسة”و “العروس” اورشليم الجديدة النازلة من السماء” ويمكن بحق أن يعد الكتاب المقدس الذى سوف تسرى شرائعة وأحكامة غيرمنقوصة ما لا يقل عن ألف سنة،وسوف  يحتضن نظامة الكرة الأرضية بأسرها،أنصع فيض فاضت بة عقلية  حضرة بهاء اللة ،وأم الكتاب فى دورتة،ودستور نظامة العالمى الجديد.

وفى غمرة الشدائد التى عاناها حضرة بهاء اللة عام 1873 ميلادية على يد اعداء الدين وموالية على السواء نزل كتاب الأقدس ،ذلك الكنز الذى يضم بين دفتية جواهر الهامة النفيسة وبفضل المبادىء التى يقررها, والمؤسسات الادارية التى ينص عليها والوظائف التى يزود بها خليفة صاحبة،فأن هذا الكتاب يقف فريدا فذا  لا شبية لة ولا نظير من بين سائر كتب العالم المقدسة.فعلى خلاف العهد القديم وما سبقة من الكتب المقدسة حيث انعدمت تماما الأقوال التى نطق بها الرسل أنفسهم،وعلى خلاف الأناجيل حيث لا تقدم الأقوال القليلة المنسوبة الى السيد المسيح ارشادات واضحة فيما يتصل بالتنظيم الأدارى لأمور دينة  فيما بعد,بل وعلى خلاف القرآن الذى نراة صامتا حيال موضوع بالغ الأهمية  كالخلافة،رغم وضوحة الشديد فيما يتعلق بالأحكام والشرائع التى نص عليها ،فأن الكتاب المقدس يمتاز بانة  نزل من اولة الى آخرة بقلم صاحب الدورة نفسة،وأنة لم يحتفظ للأجيال بالشرائع الأساسية وألأحكام الجوهرية التى يقوم  عليها صرح النظام العالمى المقبل فحسب بل وأختص خليفتة بمهمة التبيين  كما نص على الهيئات التى لا يمكن للدين أن تصان سلامتة ويؤمن تماسكة وصلابتة الا بها هى وحدها

فى دستور الحضارة العالمية القادمة هذا يعلن صاحبة وهو ديان الجنس البشرى ومشرعة وموحدة ومخلصة فى آن واحد،لملوك الأرض مجىء “الناموس الأكبر”ويصفهم بالمماليك وينادى بنفسة”المالك”،ويتبرأ من آية نية لة فى التصرف فى ممالكهم محتفظا لنفسة بحق التصرف فى القلوب،ويحذر رجال الدين فى العالم ألا يزنوا “كتاب اللة” بما عندهم من الموازين المتداولة بينهم مؤكدا أن ذلك الكتاب هو “قسطاس الحق” بين الخلق.وفى هذاالكتاب ينص على مؤسسة”بيت العدل” ويعرف مهماتة ويحدد مواردة ويصف أعضاؤة بأنهم “رجال العدل” و”وكلاء اللة” و “امناء الرحمن”و يشير الى مركز  عهدة وميثاقة فى  المستقبل ويزودة بحق تبيين تعاليمة المقدسة،ويسلف الأشارة  الضمنية الى مؤسسة ولاية الأمر،ويشهد لنظامة العالمى بالتأثير الأنقلابى ويعلن مبدأ”العصمة الكبرى” لمظهر اللة مؤكدا أن هذة العصمة هى حق  فطرى مطلق لمظهر اللة، وينفى ظهور مظهر الهى آخر قبل انقضاء ما لا يقل عن الف سنة

وفى هذا الكناب يفرض الصلاة ويحدد ميقات الصيام ومدتة ويرفع حكم صلاة الجماعة الا على الميت  ويعين القبلة ويقرر حقوق اللة ويضع احكام  المواريث وينص على مؤسسة مشرق الأذكار ويقيم الضيافات التسع عشرية ويحدد الأعياد البهائية وأيام الهاء ويلغى مؤسسة رجال الدين ويحرم الرق والتصوف والتسول والرهبنة وشعيرة الأعتراف واستخدام المنابر وتقبيل الأيادى، ويوصى بالزواج من واحدة,ويستنكر القسوة على الحيوان وينهى عن الكسل والتواكل والغيبة والأفتراء،وينفر من الطلاق ويحرم الميسر وتعاطى الأفيون والخمر وكل ما يذهب بة العقل ويحدد عقوبة القتل واحراق البيوت عن عمد والزنى والسرقة وينبة على أهمية الزواج ويعين شروطة الرئيسية، ويفرض الاشتغال بالمهن والحرف جاعلا هذا ألأشتغال عين العبادة ويؤكد ضرورة التكفل بتعليم الأبناء ويكلف كل شخص بكتابة وصيتة ويقرر ضرورة اطاعة الحكومة اطاعة دقيقة كاملة.

فاذا تجاوزنا هذة الأحكام فأن حضرة بهاء اللة يدعوا أتباعة الى أن يعاشروا مع الأديان بالروح والريحان دون تمييز ولا تفريق ويحذرهم من التعصب والفتنة والكبر والغرور والجدال والنزاع ويفرض عليهم الطهارة ظاهرا وباطنا ويوصيهم بالصدق المطلق والعفة الناصعة وألأمانة الكاملة والكرم والأخلاص ولطف المعشر والتسامح والعدل والأنصاف وينصح لهم ان يكونوا “كالأصابع فى اليد والأركان للبدن” ويهيب بهم أن يقوموا على خدمة أمرة مؤكدا لهم تأييدة المبين.وهو فضلا عن ذلك يتدبر اضطراب أحوال بنى البشر،فيعلن أن حرية الفرد الحقيقية انما هى فى امتثالة لأوامرة,ويحذرهم من التهاون فى العمل بحدودة وأحكامة.ويفرض عليهم ذلك الواجب التوآم المزدوج الذى لا  انفصام لة،ألا وهو”عرفان مشرق وحية ومطلع أمرة”والعمل بما أنزل فى كتابة مؤكدا لهم أن لهم أن أحدهما   لا يغنى عن الآخر ولا يقبل أحدهما أحدهما دون الآخر.

ومما يزيد فى خصوبة محتويات هذا الكتاب الذى وصفة صاحبة بأنة “فرات الرحمة بين البرية”و “قسطاس الهدى بين الورى” و “الصراط الأقوم” و “المحى للجنس البشرى”،اشتمالة على ذلك النداء الخطير الموجة الى رؤساء جمهوريات امريكا ودعوتهم الى أن ينتهزوا فرصة يوم اللة ويدافعوا عن قضية العدل ودعوتة الى أعضاء برلمانات العالم وتشجيعة على اتخاذ لغة عالمية واحدة وخط عالمى واحد، وتحذيراتة للملك ويلهام الأول قاهر نابليون الثالث ومؤاخذتة لفرنسوا جوزيف امبراطور النمسا  واشارتة الى “حنين البرلين” فى التفاتتة الى شواطىء نهر الراين ونقمتة المعلنة على “كرسى الظلم” الذى استقر فى الآستانة وتنبؤة بزوال “زينتها الظاهرة”وبالشدائد التى قدر لها أن تهاجم أهاليها وكلمات الفرح والعزاء التى يوجهها الى عاصمة وطنة”طهران” مؤكدا لها أن اللة اختار لها أن تكون”مطلع فرح العالمين”، ونبؤتة بأنة”نسمع صوت الرجال” يعلو من خراسان تمجيدا لربهم الغنى المتعال،وتأكيدة بأن “اولى بأس شديد” سيظهرون فى كرمان ويذكرونة وأخيرا تأكيدة الرائع لأخية الغادر الذى عذبة كل هذا العذاب أن اللة الغفور الكريم سيغفر لة سيئاتة ان هو تاب وأناب.

وقد وصف حضرة بهاء اللة تلك الشرائع و الأحكام التى تكون لحمة هذا  الكتاب وسداة بأنها”روح الحيوان لمن فى الأمكان” و “العروة الوثقى”و “اثمار الشجرة”و “السبب الأعظم لنظم العالم و حفظ الأمم” و “سرج عنايتة بين عبادة” و “عرف قميصة” و “مفاتيح رحمتة”للبرية ويشهد لهذا الكتاب فيقول :”قل ان الكتاب هو سماء قد زيناها بأنجم الأوامر و النواهى” ويقول علاوة على ذلك : “طوبى لمن يقرؤة ويتفكر فيما نزل فية من آيات اللة المقتدر العزيز المختار،قل ياقوم خذوة بيد التسليم… لعمرى قد نزل  على شأن يتحير منة العقول والأفكار ،انة الحجة العظمى للورى وبرهان الرحمن لمن فى الأرضين و السموات ويقول مرة أخرى “طوبى لذائقة يجد حلاوتها ولذى بصر يعرف ما فيها ولذى قلب يطلع برموزها و اسرارها،تاللة يرتعد ظهر الكلام من عظمة ما نزل والأشارات المقنعة لشدة ظهورها” ويقول مرة أخرى “نزل الكتاب الأقدس بحيث جاء جاذبا و جامعا لجميع الشرائع الألهية

طوبى للقارئين طوبى للعارفين طوبى للمتفكرين طوبى للمتفرسين ولقد نزل بانبساط وشمول واتساع بحيث أحاط بالناس أجمعين من قبل اقبالهم علية سوف يظهر فى الارض سلطانة ونفوذة واقتدارة

وبعد ان صاغ حضرة بهاء اللة شرائع دورتة الأساسية فى كتابة الأقدس  أعلن بعض المبادىء و الأفكار التى فى الصميم من دينة وكانت رسالتة تقترب من نهايتها من ذلك انة نبة من جديد على الحقائق التى أعلنها من قبل وهذب ووضح بعض الأحكام التى صاغها من قبل،وكشف عن نبؤات وانذارات أخرى وسن الشرائع الفرعية استكمالا لمطالب الأقدس وهذا ما حملتة ألواح تجل عن الحصر والعد ظل ينزلها حتى أواخر أيامة على هذة الأرض،من اهمها “الأشراقات” و “البشارات” و “الطرازات” و “التجليات”و “الكلمات الفردوسية”و “اللوح الأقدس” و “لوح الدنيا” و “لوح المقصود” وكانت هذة الألواح هى آخر الفيوضات التى فاضت من قلمة الدائب الذى لا يكل وهى تحتل مكانتها بين أطيب ما انتجتة عقليتة من ثمار وتشير الى كمال ولايتة التى دامت أربعين عاما.

وأهم المبادىء المودعة فى تلك الألواح على الأطلاق مبدأ وحدة الجنس البشرى وكليتة وهو المبدأ الذى يعتبر بحق علامة ظهور حضرة بهاء اللة الفارقة وقطب تعاليمة البارز.وقد بلغ من أهمية هذا المبدأ أن نص علية فى كتاب عهدة كما أعلن بلا تحفظ انة هو الغرض المركزى من دينة فهو يقول”قد جئنا لأتحاد من على الأرض واتفاقهم” ويقول مرة أخرى “ان آفاق العالم تنير بأنوار الأمر مادام الأتفاق”وهو يكتب مشيرا الى موضوع ظهورة الأساسى فيقول”نطقنا بلسان الشريعة حينا وبلسان الحقيقة و الطريقة حينا آخر الا ان مقصدنا وغايتنا القصوى هو اظهار هذا المقام السامى الرفيع وهو يقرر أن الأتحاد هو “سلطان المقاصد”  وهذا الأمل هو “مليك الآمال” مؤكدا ان “العالم فى الحقيقة وطن واحد ومن على الأرض أهلة” وهو ينبة فضلا عن ذلك على أن توحيد الجنس البشرى أمر لا مفر منة فهو المرحلة الأخيرة من تطور الأنسانية نحو البلوغ وأنة “لعمرى سوف نطوى الدنيا وما فيها ونبسط بساطا آخر” و ” نرى الأرض حاملة اليوم وعما قريب تشاهد أثمارها المنيعة و أشجارها الباسقة و اورادها المحبوبة ونعمائها الجنية” وهو يرثى لقصور النظم  السائدة ويكشف عن عدم كفاية حب الوطن كقوة مرشدة ضابطة للمجتمع البشرى،ويعتبر “حب العالم”وخدمة مصالحة وترقيتها أكرم هدف للجهود الأنسانية،وأحقها بالمدح والثناء وهو يبدى ألمة لأن”قوة الأيمان باللة تموت وتضمحل فى كل بلد” وأن “وجة العالم يتجة الآن الى الغفلة و اللادينية معلنا أن “الدين هو النور المبين والحصن المتين لحفظ أهل العالم و راحتهم” وانة “السبب الأتم لنظم العالم”وهو يؤكد ان الغاية الأساسية من الدين هى ترويج الأتحاد ونشر الوئام بين الناس ويحذر الناس من ان يحعلوة سببا للفرقة و الخلاف ويوصى بأن تعلم مبادؤة للأطفال فى المدارس على نحو لا يولد التعصب و التحيز وينسب ضلال المارقين الى اضمحلال قوة الدين ويتنبأ بوقوع شدائد وأهوال “ترتعد بة فرائص العالم”

وهو لا يتحفظ حين يدعوا الى الأخذ بمبدأ الأمن الجماعى ويشجع على أن تخفض كل امة من سلاحها وينبة على اقامة هيئة عالمية يلجأ اليها ملوك الأرض وحكامها لأقرار السلام بين الأمم أمر ضرورى ولا مفر منة

اما العدل فيثنى علية ويصفة بأنة “سراج العباد” و “الحارس”لهم وأنة “مبين أسرار عالم الوجود وحامل راية المحبة والجود”ويعلن أن شعاعة فريد لا نظير لة ولا قرين وأن علية يجب ان يعتمد”نظم العالم وراحة الأمم” ويصف ركنية وهما “المجازاة” و “المكافاة” بأنهما “ينبوع الحياة” للجنس البشرى،ويوصى أهل العالم بأن يتهياوا ويجتهدوا انتظارا لقدومة  ذلك لأن شمس العدل سوف تشرق فى تمام مجدها وأوج جلالها بعد فترة من الأضطراب العظيم والظلم الفاحش.

ويلقن الناس مبدأ الأعتدال فى كل الأمور ويعلن انة ما تجاوز شىء حد الأعتدال الا كان لة فى الناس تأثير سىء سواء أكان ذلك الشىء هو الحرية أو التمدن ويلاحظ أن التمدن الغربى قد أفزع شعوب الأرض بشكل خطير ويتنبأ بأقتراب يوم “تحترق المدن من نارة”

أما الشورى فهو يقيمها مبدأ اساسيا من مبادىء دينة واصفا اياها ب “مصباح الهدى” و “واهبة الأدراك” ويصفها كذلك بأنها أحد “نيرى سماء الحكمة الألهية”ويقرر ان العلم هو بمثابة “الجناح للأنسان والمرقاة لصعودة”ويعتبر تحصيلة أمرا مفروضا على كل فرد ويرى أن “الفنون والحرف و العلوم” تؤدى الى السمو بعالم الوجود ويوصى بالأرتزاق من امتهان واحتراف الحرف ويعترف بأن امم الأرض مدينة الى العلماء وأهل الفنون العملية وينفر من دراسة ما لا ينفع الناس من العلوم التى “تبدأ بالألفاظ وتنتهى بالألفاظ”

وفضلا عن ذلك يؤكد الدعوة الى أن “عاشروا يا قوم مع الأديان كلها بالروح والريحان”فمثل هذة المعاشرة تفضى الى “الأتحاد والوئام” اللذين هما أساس النظام فى العالم والرشاد للأمم وهو يكرر التنبية الى ضرورة اصطناع لغة عالمية ويرثى للوقت المضيع فى تعليم اللغات المختلفة ويؤكد انة بأتخاذ هذة اللغة وهذا الخط ستصبح الارض كلها “مدينة واحدة وصعيدا واحدا” ويقرر انة على علم بكلا اللغة والخط ويبدى استعدادة لأن يعلمهما لكل من التمسها منة

والى امناء بيت العدل يعهد بواجب التشريع فيما لم ينزل بة نص صريح فى آثارة ويعدهم بأن اللة سوف يلهمهم بما يشاء ويوصى بأقامة لون من الحكومة النيابية تتحد فيها الجمهورية العليا مع جلال الملكية التى يصفها بأنها “احدى آيات اللة” ويصف اقامة مثل هذة الحكومة بأنة انجاز مجيد جدير بالثناء ويحض على أن تولى شؤون الزراعة عناية خاصة ويشير اشارة خاصة الى “الصحف السريعة الأنتشار” ويصفها بأنها “مرآة العالم” وانها  ظاهرة مدهشة وعمل عظيم ويعهد الى القائمين على اصدارها بواجب اجتناب الحقد و الضغينة و التعصب و التحيز ويوصيهم بالتحلى بالعدل ورجاحة العقل والتدقيق فى تحقيقاتهم والتأكد من صحة الوقائع فى كل حالة.

وهو يزيد فى ايضاح مبدأ العصمة الكبرى ويعيد التنبية على ما فرضة على اتباعة من “السلوك نحو حكومة القطر الذى يعيشون فية بالولاء والأخلاص و الأمانة ويعيد التأكيد على النهى القاطع عن اعلان الجهاد الدينى واتلاف الكتب ويختص بالمدح و الثناء رجال العلم و الحكمة ويصفهم بأنهم مثل “البصر” للبشر وأنهم “العطية الكبرى” للعالم.

من كتاب قر بديع –سجن حضرة بهاء اللة  فى عكا – صفحة 260

أضف تعليق