العمل والاشتغال للرجل و المرأة – نصوص بهائية

العمل والاشتغال

من آثار حضرة بهاء الله

1- يا اهل البهاء قد وجب على كل واحد منكم الاشتغال بامر من الامور من الصنائع والاقتراف وامثالها وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحق تفكّروا يا قوم في رحمة الله والطافه ثم اشكروه في العشي والاشراق. لا تضيّعوا اوقاتكم بالبطالة والكسالة واشتغلوا بما ينتفع به انفسكم وانفس غيركم كذلك قضي الامر في هذا اللوح الذي لاحت من افقه شمس الحكمة والتبيان. ابغض الناس عند الله من يقعد ويطلب، تمسّكوا بحبل الاسباب متوكّلين على الله مسبّب الاسباب.

(الكتاب الأقدس، فقرة 33)

2- الاشتغال بامر من الامور

فُرض على كل رجل وامرأة الاشتغال بعمل أو مزاولة حرفة، ويزكّي حضرة بهاء الله الاشتغال بالأعمال بقوله: “وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحق”. وفي رسالة كتبت بناء على تعليمات حضرة ولي أمر الله نجد شرحًا للأهمية الروحانية والعملية لهذا الحكم، والمسئولية المتبادلة بين الفرد والمجتمع لتيسير إجرائه: فيما يتعلق بأمر حضرة بهاء الله بشأن اشتغال المؤمنين بعمل أو حرفة، تؤكد التعاليم الإلهية هذا الأمر تأكيدًا قاطعًا وعلى الأخص ما نصّ عليه الكتاب

الأقدس في هذا الخصوص، حيث لم يترك مجالاً للريب أنّه لا مكان في النظام العالمي الجديد لأولئك المتكاسلين الذين لا رغبة لهم في العمل.

ونتيجة لهذا المبدأ يتفضل حضرة بهاء الله بأنه لا ينبغي الحدّ من التسول فحسب بل يجب محوه محوًا تامًا من المجتمع ويقع عل عاتق أولئك الذين يتولّون شئون المجتمع مسئولية توفير الفرص لكل فرد ليتمكن من الحصول على ما يؤهله لمزاولة إحدى المهن وكذلك توفير الوسائل اللازمة لاستغلال كفاءته ومهارته تحقيقًا للمنافع التي تعود من استغلال هذه الكفاءة في حدّ ذاتها، ولتمكينه من كسب أسباب العيش. وكلّ فرد مهما كان معاقًا أو محدود الإمكانيات ملزم بأن يشتغل بأحد الأعمال أو المهن، لأن العمل خاصة إذا تم أداؤه بروح الخدمة وفقًا لبيانات حضرة بهاء الله يكون نوعًا من العبادة. فلا تقتصر أهمية الاشتغال على المنافع المادية فحسب، وإنما هو أمر مهم في حدّ ذاته، لأنه يقرّبنا إلى الله ويمكّننا من تفهّم الغاية التي عيّنها لنا في هذه الحياة الدنيا. وعلى هذا يكون واضحًا أن توارث الثروة لا يعفي الإنسان من واجب العمل يوميًا.

    وصرح حضرة عبد البهاء في أحد ألواحه: إذا فقد الإنسان القدرة على كسب الرزق أو أصابه فقر مدقع أو أصبح عاجزًا فعلى الأغنياء أو الوكلاء عندئذ أن يرتّبوا له راتبًا شهريًا لمعيشته والمقصود بالوكلاء هم وكلاء الملّة، أي أعضاء بيت العدل.

وفي إجابة عن سؤال بخصوص ما إذا كان هذا الحكم يفرض على الزوج كما يفرض على الزوجة – حتى لو كانت أمّا – الاشتغال لكسب العيش، أوضح بيت العدل الأعظم بأن توجيهات حضرة بهاء الله للأحباء تقتضي بأن يشتغلوا بعمل يفيدهم ويفيد غيرهم، وأن تدبير شئون المنزل من أكثر الأعمال شرفًا وأعظمها مسئولية وذو أهمية أساسية للمجتمع.

أما بخصوص تقاعد الأفراد عن العمل بعد بلوغهم سنًّا معينة، فقد شرح حضرة ولي أمر الله في رسالة كتبت بناء على تعليماته: أن هذه مسألة على بيت العدل الأعظم أن يسنّ لها التشريع اللازم، لأن الكتاب الأقدس لم يتعرض لها.

(شرح الكتاب الأقدس، فقرة 56)

3- أن اشتغلوا بأموركم ولا تمنعوا أنفسكم عن الاقتراف والصنايع كذلك قضي الأمر وأتى الحكم من لدن ربكم العليم الحكيم.

(ألواح نازله خطاب بملوك، ص 113)

4- قد كتب الله لكل أب تربية أولاده من الذكر والأنثى بالعلم والآداب ثم الصناعة والاقتراف كذلك علّمناكم في كتابنا الأقدس الذي نزّلناه من ملكوتنا المقدس.

(منتخباتي از آثار مباركه در بارة تعليم وتربيت، ص 10)

5-  امرنا الكل ان يقترفوا الصناعة وجعلناها من العبادة.

(گنجينه حدود واحكام، ص 72)

6- في هذا الظهور الأعظم على الجميع ان يكسبوا ويقترفوا متوكلين على الله المهمين القيوم وجاء هذا الحكم في الألواح مؤكّدا.

(گنجينه حدود واحكام، ص 73)

7-  أيها العبد أفضل الناس هم الذين يقترفون ويصرفون على أنفسهم وذوي القربى حبًّا لله ربّ العالمين.

(الكلمات المكنونة الفارسية)

من ألواح حضرة عبد البهاء

1-   على كل فرد أن يعمل بوظيفة أو تجارة أو صنعة حتى يخفف عبء الآخرين وليس أن يكون عبئًا ثقيلا عليهم.

(گنجينه حدود وأحكام، ص 74)

2- في شريعة حضرة بهاء الله يعتبر العمل والتجارة والصناعة فرضا، مثلا أنا أعرف تصنيع السجاد وأنت تعرف شيئا آخرا وهذا عين العبادة ويجب أن تكون بكل صدق وأمانة وهو سبب الرقيّ أيضا.

(بدائع الآثار، ج 1، ص 121)

3- بالنسبة إلى سؤالكم حول طرق كسب العيش، عليك أن تعتمد على الله وتعمل وتمارس التجارة، فإن التأييدات الإلهية ستشملك ومن ثم تستطيع أن تسدد ديونك. اشغل بالك دوما بذكر حضرة بهاء الله وان لا يكون لك أمل أو رغبة سواه.

(من كتاب Baha’i World Faith، ص 375)

4- على جميع النفوس أن تكسب رزقها بواسطة عرق الجبين والجهد الجسمي، وفي نفس الوقت تعمل على تخفيف العبء على الاخرين وتكافح لتكون مصدرا لرخاء باقي النفوس وتسهل أسباب العيش لهم. إن هذا العمل هو عبادة الله العلي القدير، ولهذا فإن حضرة بهاء الله قد شجع العمل والخدمة المؤثرة.

 (من كتاب The Promulgation of Universal Peace، ص 187)

من تواقيع حضرة ولي أمر الله

1- من ضمن مهام أصحاب الشركة قراءة المستقبل والاعتدال في الشراء والبيع والبعد عن السرعة والحرص، أما التوسع فحسب المقدرة والاستطاعة، لأنه إن تحركنا أكثر من قدراتنا فسوف يغلب العمل على أصحاب الشركة ويأخذنا الغرق والضياع. ولهذا فإن دليل التقدم في أيّ أمر هو أن يتسلّط أصحاب الشّركة على العمل، لا أن يتسلط العمل عليهم، لأن الوضع يصبح عندئذ غير محتمل.

(أخلاق بهائي، ص 68)

2-   مهما تقدمت التكنولوجيا فإن الانسان لايزال بحاجة إلى أن يكدح من أجل كسب لقمة عيشه. إن بذل الجهد هو جزء لا يتجزأ من حياة الانسان. وقد يأخذ هذا الامر أشكالا مختلفة مع تغيير أحوال العالم، ولكن يظل دائما عنصرا ضروريا

من أجل البقاء. إن الحياة عبارة عن كفاح وجهاد ويتم الوصول إلى النجاح عن طريق الكفاح، ومن دون الكفاح لا يبقى معنى للحياة، بل تصبح الحياة هامدة. إن تقدّم التكنولوجيا لم يقلل من أهمية بذل الجهد والمسعى بل أعطته شكلا ومنفذا جديدين.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد المؤمنين بتاريخ 26 كانون الاول/ديسمبر 1935)

3-   بالنسبة لسؤالكم حول تقاعد الافراد بعد وصولهم سنًّا معينة، فان هذا موضوع سوف يشرّعه بيت العدل الاعظم نظرا لعدم وجود نص في الكتاب الاقدس حوله.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى المحفل الروحاني المركزي للولايات المتحدة وكندا بتاريخ 22اذار/مارس 1937م)

4-   على الرغم من بلوغكم سن التاسعة والسبعين، يبدو انكم لا تعانون من أية عوائق. في هذا الامر الكريم، وكما قال لنا حضرة ولي أمر الله هناك عمل لكل شخص وبشكل ما، ومهما بلغ من العمر.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرة ولي أمر الله إلى أحد المؤمنين بتاريخ 23 اب/اغسطس 1954)

5-   ان حضرة ولي أمر الله يدرك تماما بانه من وجهة النظر المادية، من السهل عليكم أن تقضوا كل وقتكم في خدمة أمر الله، كما انه يقدّر رغبتكم الشديدة التي عبّرتم عنها بتكريس حياتكم لهذا الهدف الجليل، والذي بالتأكيد هو الطموح الرئيسي والمداوم لكل مؤمن مطيع. ولكن حضرة المولى يرى على ضوء توجيه حضرة بهاء الله المؤكد كما هو ثابت في الكتاب الاقدس بأن على كل شخص أن يرتبط بنوع من الاعمال والمهن، ولهذا يفضّل أن تبقى بعملك وتبلغ أمر الله في ان واحد، لان الحل الوسط وهو ممارسة المهنة وتبليغ أمر الله هو أفضل طريق لكم لاتباعه.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد المؤمنين بتاريخ 30 حزيران/يونيو1936م)

6-   ان النصيحة التي وجهها اليكم حضرة شوقي أفندي حول تقسيم وقتكم بين خدمة أمر الله وباقي المهام الاخرى سبق أن أعطيت لاحباء كثيرين بواسطة حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء. يجب علينا التوفيق والموازنة بين الايتين المذكورتين

في الكتاب الاقدس التي تشير في إحداها إلى أن من واجب كل فرد بهائي أن يروج أمر الله والاية الاخرى التي تشير بأن على كل شخص أن يكون مشغولا بعمل ينتفع منه المجتمع. يقول حضرة بهاء الله في أحد الواحه بأن أعلى نوع من الانقطاع في هذا اليوم أن تكون مشغولا بعمل ما وأن تكون مكتفيا ذاتيا. ولهذا فإن البهائي الجيد هو الشخص الذي يوزن حياته بحيث يعطي وقتا لاحتياجاته المادية وأيضا لخدمة أمر الله.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد المؤمنين بتاريخ 26شباط / فبراير 1933)

من رسائل بيت العدل الاعظم

1- سألتِ عن النصيحة القائلة بان على الجميع العمل، وأردتِ أن تعرفي بانك كزوجة وكأم هل يجب عليك أن تعملي من أجل كسب العيش كما يفعل زوجك؟ لقد طلب منا بيت العدل الاعظم أن نرفق لكِ مقتطف “البشارة الثانية عشرة” من لوح البشارات لحضرة بهاء الله لدراسته والتمعّن فيه. سوف تلاحظين من توجيه حضرة بهاء الله بان على الاحباء أن يعملوا بما يعود نفعه على الجنس البشري. إن تدبير الاعمال المنزلية هو عمل شريف ومسئول وهام جدا للانسانية.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن بيت العدل الاعظم إلى أحد المؤمنين بتاريخ 16 حزيران / يونيو 1982)

2-   بالنسبة إلى سؤالكم حول السماح للمرأة بالعمل خارج منزلها، فانه قد يكون مساعدا أن ننظر للقضية من منظور الاسرة البهائية. هذا المنظور مبني على مبدأ هو أن الرجل هو المسئول الاول في ايجاد الوسائط المالية اللازمة للاسرة، وإن المرأة هي المعلمة الاولى والرئيسية للاطفال. ولكن هذا لا يعني بأي حال بأن هذه الوظائف ثابتة وغير مرنة ولايمكن تغييرها ولكنها قابلة للتعديل طبقا لاحتياجات الاسرة.

ولا يعني أيضا بأن مكان المرأة هو المنزل فقط وإنما على الرغم من معرفة كليهما لوظائفهما الرئيسية يمكن للاب أن يلعب دورًا هاما في تعليم الاطفال ويمكن للمرأة أن تكون مصدرًا للرزق. وكما ذكر بشكل صحيح فان حضرة عبد البهاء شجع المرأة “بأن تشارك بشكل كامل ومتساو في شئون العالم.”

(من رسالة كتبت بالنيابة عن بيت العدل الاعظم إلى أحد المؤمنين بتاريخ 9 آب / اغسطس 1984)

3- أما بالنسبة لتساؤلكم الخاص حول مقدار الوقت الذي يمكن للأم أن تقضيه خارج المنزل فان ذلك يعتمد على الظروف المحيطة بالمنزل وهو أمر قابل للتغيير بين الحين والاخر. إن المشورة العائلية ستساعد على إيجاد الحل.

(نفس الرسالة السابقة)

[راجع أيضًا فصل 13 الامتياز في كل الأمور وفصل 22 التعاون وترويج الخير والمنفعة وفصل 29 حياة العائلة البهائية وفصل 31 حل المشاكل الاقتصادية وتحسين المعيشة وفصل 35 خدمة البشرية].

أضف تعليق