تربية و تعليم الأبناء خاصة الأناث اللائى سيكونون امهات لأبنائهم

– التربية والتعليم

من آثار حضرة بهاء الله

1- كُتِب على كلّ أب تربية ابنه وبنته بالعلم والخط ودونهما عما حُدّد في اللوح والذي ترك ما أُمر به فللأمناء أن يأخذوا منه ما يكون لازما لتربيتهما إن كان غنيا وإلا يرجع إلى بيت العدل، إنا جعلناه مأوى الفقراء والمساكين. إن الذي ربّى ابنه أو ابنا من الأبناء كأنه ربّى أحد أبنائي عليه بهائي وعنايتي ورحمتي التي سبقت العالمين.

 (الكتاب الاقدس، فقرة 48)

2- كتب على كل أب تربية ابنه وبنته بالعلم والخط

لم يكتف حضرة عبد البهاء في ألواحه بتوجيه النّظر إلى مسئولية الأبوين تجاه تربية أولادهما فحسب، بل حدّد بكل وضوح أنّ: “تربية البنات وتعليمهن أهم من تربية الأبناء وتعليمهم، لأن البنات سيصبحن يومًا ما أمّهات، والأمّهات هنّ المربيات الأوليات للأطفال.” وذلك إن استحال على عائلة تعليم كلّ أطفالها، يلزم تفضيل البنات لأنّ بفضل أمّهات متعلّمات تتحقق فوائد المعرفة في المجتمع بسرعة ونجاح.

 (شرح الكتاب الأقدس، فقرة 76)

3- الانسان هو الطلسم الأعظم ولكن عدم التربية حرمه مما فيه، فان الله خلقه بكلمة واحدة وهداه بكلمة أخرى إلى مقام التعليم وبكلمة ثالثة حفظ مقاماته ومراتبه. تفضّل سيد الوجود قائلا: انظر إلى الانسان فهو بمثابة معدن يحوي أحجارا كريمة تخرج بالتربية جواهره إلى عرصة الشهود وينتفع بها العالم الانساني.

 (منتخباتي، فقرة 122، ص 167)

4– اعملوا على تربية أهل العالم حتى يزول النفاق والخلاف بين الامم بالاسم الاعظم ويشاهد الكل من بساط ومدينة واحدة.

 (منتخباتي، فقرة 156، ص 214)

5- أن ابذلوا قصارى الجهود في اكتساب الكمالات الظاهرية والباطنية لأن ثمرة سدرة الانسان هي الكمالات الظاهرية والباطنية، فالانسان دون العلم والفن غير مرغوب فيه، ولم يزل مثله كمثل أشجار بلا ثمر، لذا يجب أن تزيّنوا سدرة الوجود على قدر المستطاع بأثمار العلم والعرفان والمعاني والبيان.

(التربية والتعليم – ص8)

6- كلمة الله في الورق الثامن من الفردوس الاعلى ان دار التعليم في الابتداء يجب عليها ان تعلّم الاطفال شرائط الدين ليمنعهم الوعد والوعيد المذكوران في الكتب الإلهية عن المناهي ويزيّناهم بطراز الاوامر ولكن بمقدار لا ينتهي إلى التعصب والحمية الجاهلية. وما لم يكن منصوصا من الحدود في الكتاب صراحة يجب على أمناء بيت العدل التشاور فيه وإجراء ما يستحسنونه. انه يلهمهم ما يشاء وهو المدبر العليم.

 (مجموعة من الواح حضرة بهاء الله – ص 86)

7- ان العلوم والفنون والصنائع تؤدي إلى رقيّ عالم الوجود وسموّه. العلم بمثابة الجناح للإنسان والمرقاة لارتقائه، يلزم على الجميع اكتسابه، ولكن العلوم التي ينتفع بها أهل الأرض، لا العلوم التي تبدأ بالكلام. .. والكنز الحقيقي للإنسان، في الواقع، علمه وهو العلة لعزّته وتنعّمه وفرحه ونشاطه وبهجته وانبساطه طوبى لمن تمسّك به وويلٌ للغافلين.

 (من لوح ابن الذئب)

8- ان تربية الاطفال وحفظهم من سيد الاعمال لدى الغني المتعال. فعلى الرغم من مشقة ذلك ظاهريا ولكنه يؤدي إلى ظهور الراحة الابدية.

 (مائدة اسماني، جزء 8، ص 77)

9- يجب النظر إلى عاقبة كل أمرٍ من بدايته وأن ينكبّ الأطفال على علوم وفنون تؤدي إلى منفعة الانسان ورقيّه وإعلاء مقامه كي تزول رائحة الفساد من العالم ويصبح الكلّ بفضل همّة أولياء الدولة والملّة مستريحين في مهد الأمن والاطمئنان… تفضل سيد الوجود قائلا: الحكيم العارف والعالم البصير هما بصران لهيكل العالم عسى أن لا يُحرم العالم، بمشيئة الله، من هاتين العطيتين الكبريين وأن لا يُمنع عنهما.

 (مجموعة من الواح حضرة بهاء الله، لوح مقصود، ص 149)

10- أما الاطفال فقد أمرنا في البداية بتربيتهم باداب الدين وأحكامه ومن بعد بالعلوم النافعة والتجارة المزينة بطراز الامانة والاعمال التي تكون دليلا لنصرة أمره أو يجذب به أمرا يقرب العبد إلى مولاه نسئل الله أن يؤيد أطفال أوليائه ويزينهم بطراز العقل والاداب والامانة والديانة انه هو الغفور الرحيم.

(بيام بهائي، الجزء الثاني، ص 95)

 11- يا حسين يا معلم قد أقبل إليك وجه القدم من شطر سجنه الأعظم ويعلّمك بما يقربك إلى الله مولى الأنام، طوبى لمعلمٍ قام على تعليم الأطفال وهدى الناس إلى صراط الله العزيز الوهاب.

 (التربية والتعليم، ص12)

12– على الاباء أن يبذلوا جهدهم في تديّن الاولاد وإن لم يفز الاولاد بهذا الطراز فسوف يغفلوا عن اطاعة الوالدين التي تعتبر في مقام اطاعة الله. وفي حالة عدم فوزهم بهذا الطراز فسوف يكونون غير مبالين يفعل بأهوائه ما يشاء.

 (گنجينه حدود وأحكام، ص 88)

من الواح حضرة عبد البهاء

1- الانسان هو الآية الإلهية الكبرى يعني هو كتاب التكوين، لأن جميع أسرار الكائنات موجودة في الانسان، إذًا لو يتربّى في ظل المربّي الحقيقي يصير جوهر الجواهر ونور الأنوار وروح الأرواح ومركز السنوحات الرحمانية ومصدر الصفات الروحانية ومشرق الأنوار الملكوتية ومهبط الالهامات الربانية، أما لو حُرم فإنه يكون مظهر الصفات الشيطانية وجامع الرذائل الحيوانية ومصدر الشؤون الظلمانية، هذه هي حكمة بعثة الأنبياء لتربية البشر حتى يصير هذا الفحم الحجري ماسًا ويتطعّم هذا الشجر غير المثمر فيعطي فاكهة في نهاية الحلاوة واللطافة وحينما يصل الانسان إلى أشرف مقامات العالم الانساني فعندئذ يترقّى في مراتب الكمالات لا في الرتبة لأن المراتب محدودة ولكن الكمالات الإلهية لا تتناهى.

(من مفاوضات عبد البهاء، ص 174)

2- تالله الحق إن لم يكن العلوم سببا للوصول إلى المعلوم فهي خسران مبين. عليك بتحصيل العلوم والتوجّه إلى الجمال المعلوم حتى تكون آية الهدى بين الورى ومركز النهى في هذه الدائرة التي تاهت فيها عقول ذوي الحجى إلا من فاز بالأسرار ودخل في ملكوت الأنوار واطلّع بالسر المصون والرمز المكنون.

(منتخباتي از مكاتيب، ص 107)

3- ولكن التربية على ثلاثة أنواع تربية جسمانية، وتربية إنسانية، وتربية روحانية، فالتربية الجسمانية هي لنشوء الجسم ونموّه وذلك يكون بتسهيل سبل المعيشة وتوفير أسباب الراحة والرفاهية التي فيها يشترك الانسان والحيوان، وأما التربية الإنسانية فهي عبارة عن المدنية والترقّي والسعادة، يعني السياسة والنظام والتجارة والصناعة والعلوم والفنون والاستكشافات العظيمة والاختراعات الجليلة التي بها يمتاز الانسان عن الحيوان، وأما التربية الإلهية فهي تربية ملكوتية

هي اكتساب كمالات إلهية، هي التربية الحقيقية، إذ بها يكون الانسان في هذا المقام مركز السنوحات الرحمانية ومظهر (لنعملنّ انسانًا على صورتنا ومثالنا) وهذا هو المقصد الأسمى للعالم الانساني. فنحن الآن نريد مربيًا يكون مربيا جسمانيا ومربيا إنسانيا ومربيا روحانيا نافذ الحكم في جميع الشئون.

                                                            (من مفاوضات عبد البهاء، ص 15)

4- يا عبد الله كنت قد سألْتَ بخصوص تربية الأطفال وتعليمهم، إن الأطفال الذين وُلدوا في ظلّ السدرة المباركة وترعرعوا في مهد أمر الله ورضعوا من ثدي العناية الإلهية يجب على الأمهات تربيتهم منذ البداية تربية إلهية، وذلك يعني عليهن ذكر الله والتحدّث عن عظمته وغرس خشية الله في قلوب الأطفال، ويجب تربية الطفل بكل لطافة ونظافة ومحبة كي يستنشق كل طفل منذ بداية حياته نسيم محبة الله ويهتزّ بفرح من رائحة هداية الله، هذه هي بداية تأسيس التربية وهي الأساس الكلي، وعندما يبلغ الطفل سن التمييز يدخل مدرسة إلهية حيث يبدأ فيها بترتيل الآيات الرحمانية وتعلّم المقدمات الدينية، يجب على الطفل أن يتعلم في هذه المدرسة القراءة والكتابة وكذلك بعض المبادئ العلمية التي يسهل على الطفل استيعابها، أي يجب على المعلم وضع القلم في يد كل طفل وتقسيم الأطفال إلى فرق وتدريسهم وفقا لمقدرتهم واستعدادهم، وبعد استقرار الأطفال في مقاعدهم المصطفة وأقلامهم في أيديهم وأوراقهم أمامهم، يعلّق المعلم السبورة ويكتب عليها حرفا من الحروف، فينقش الأطفال بدورهم ذلك الحرف على أوراقهم، فمثلا يكتب المعلم حرف الألف ويقول هذا ألف، فينقشه الأطفال ويقولون هذا ألف وعلى هذا المنوال حتى نهاية الحروف الأبجدية. وعندما يعرفون هذه الحروف جيدا، يبدأ المعلم بتركيب الحروف فيتبعه الأطفال ويكتبوها على صفحة كراسهم، وبهذه الطريقة يتعلمون الحروف والكلمات بكاملها، وبعد ذلك يكتب المعلم جملا ويتبعه الأطفال أيضا بنقلها كلٌّ على ورقته، فيشرح لهم المعلم معنى تلك الجملة.

                                    (التربية والتعليم، ص 42-43)

5- ابذلوا كل الجهد في مسألة تعليم الأطفال وتربيتهم، إنها لفي غاية الأهمية، وكذلك تربية البنات تربية صحيحة، كي يترعرعنّ على حسن السلوك والأخلاق، فالأمهات أولى المربّيات للأطفال، وكل طفل في طفولته المبكرة بمثابة غصنٍ نضرٍ ريّان يتأثر بتربية الوالدين كيفما يشاءان.

                                     (التربية والتعليم، ص 46)

6- يا إماء الرحمن إن مدرسة الإناث أهم من مدرسة الذكور لأنه واجب على بنات هذا العصر المجيد التضلّع في مختلف علوم هذا العصر العظيم وفنونه وصنائعه وبدائعه كي يتمكنّ من تربية أطفالهن وهدايتهم منذ صغر السن إلى طريق الكمال، وإن كانت الأم حائزة كما ينبغي على الفضائل الإنسانية يتربّى الأطفال كالملائكة في غاية الكمال والجمال والأدب، بناء على ذلك فهذه المدرسة التي تأسست في تلك الديار خصيصا للبنات يجب أن تكون في رعاية الأحباء وموضع اهتمامهم، إن المعلمات اللواتي يعلّمن في هذه المدرسة إماء مقربات لدى عتبة الله لأنهن امتثلن لأوامر الجمال المبارك المقدسة وقُمْنَ بتربية الأطفال الإناث، سيأتي يوم تصبح فيه هؤلاء البنات أمهات يتضرّعن بكل امتنان إلى عتبة الرحمن ويتلمّسن النجاح والفلاح والهناء لأولئك المعلمات ويرجين لهنّ الدرجات في ملكوت رب الآيات.

     (التربية والتعليم، ص 46)

7- فرض اليوم على أحباء الله ووجب عليهم تربية الأطفال بالقراءة والكتابة وتعليمهم مختلف فروع المعرفة كي يتقدموا يومًا فيومًا على جميع المستويات، أول مربٍّ للطفل هي الأم، لأن الطفل في أول نشأته ونموّه كالغصن الرطب يمكن تربيته على أية صورة أردت، إذا ربّيته مستقيما يصبح مستقيما وينشأ وينمو في غاية الاعتدال، وإنه لمن الواضح أن الأم هي المربّية الأولى للولد ومؤسسة أخلاقه وآدابه. إذًا أيتها الأمهات الحنونات، اعلمنّ حق العلم أن تربية الأطفال على آداب كمال الإنسانية لهي أفضل عبادة لدى الرحمن ولا يمكن تصوّر ثواب أعظم من هذا.

              (التربية والتعليم، ص 50)

8- يا إماء الرحمن إن المحفل الرحماني الذي اسّستموه في تلك المدينة النوراء كان مناسبا وقابلا للإطراء، لقد بذلتنَّ الهمّة حقا وسبقتنّ الكل في قيامكنّ على خدمة عتبة الكبرياء وفزتنّ بالموهبة السماوية، والآن عليكنّ أن تجتمعن في ذلك المحفل النوراني بهمّة وروحانية وترتلنّ آيات الله وتشتغلنّ بذكر الحق وبيان الحجج والبراهين، وأن تسعَين في هداية نساء تلك الديار والاهتمام بتربية الأطفال ذكورا وإناثا كي تتمكن الأمهات من تربية أولادهن منذ الصغر تربية كاملة وتلقنيهم الأخلاق الحسنة وهدايتهم إلى فضائل العالم الانساني ومنعهم عن صدور أيّة حركة مذمومة ورعايتهم بين أحضان التربية البهائية حتى ينهل الأطفال لبن المعرفة من ثدي معرفة الله ومحبة الله وينشأوا ويترعرعوا ويكتسبوا حسن السلوك وعلوّ الفطرة والهمّة والعزم والحزم في الأمور والاستقامة في كل عمل ويتدرّبوا على سمو التفكير وعلى المحبة والطموح وعلو الهمّة والعفة والعصمة وانجاز كل عمل يُعهد إليهم. لهذا على الأمهات تربية صغارهن كما يربّي البستاني أغراسه ويعتني بها، والسعي ليلا ونهارا في العمل على تأسيس الايمان وخشية الله وحب الآخرين وفضائل الأخلاق والصفات الحسنة في أطفالهن، لتثني الأم وتطري طفلها كلما قام بعمل ممدوح ولتملأ قلبه سرورا، وإذا صدرت من الطفل أدنى حركة شاذة لتنصحه ولا تعاتبه ولتعامله بوسائل معقولة ولو بقليل من الزجر في الكلام إذا لزم الأمر، ولكن الضرب والشتم لا يجوزان أبدا فإنهما يفسدان أخلاق الطفل.

          (منتخباتي از مكاتيب، فقرة 95، ص 121 -122)

من تواقيع حضرة ولي أمر الله

1- من الأمور الأساسية الحيوية في هذه الأيام هو تربية الصبيان والبنات، فمن المهام المخوّلة إلى أعضاء المحفل الروحاني هو أن يبذلوا الجهد بكل قواهم وبمساعدة

الأحباء لتأسيس المدارس من أجل تربية الذكور والإناث من الأطفال تربية روحانية وتعليمهم مبادئ تبليغ الأمر وتلاوة الآيات وإتيان البينات وتاريخ الأمر المبارك والفنون المتنوعة واللغات لكي يصبح أسلوب التربية البهائية مشهورا بحيث يقصد الاطفال من جميع الطبقات المدارس البهائية ليتعلّموا فيها مبادئ التعاليم الإلهية والعلوم المادية فيمهّدوا بذلك أسباب ترويج أمر الله.

(من رسالة إلى المحفل الروحاني لطهران بتاريخ 19 كانون الاول / ديسمبر 1923)

2- من جملة الواجبات المقدسة للمحافل الروحانية هي تعميم العلم والمعرفة وتأسيس المدارس وتهيئة التسهيلات الضرورية من أجل كسب العلم لجميع الأطفال ذكورا وإناثا، يجب أن يتعلم كل طفل من دون استثناء وفي سنوات عمره الأولى مبادئ القراءة والكتابة بصورة كاملة، ثم يسعى سعيًا حثيثا ويبذل همّة بالغة في اكتساب العلوم العالية والفنون النافعة واللغات المختلفة والصنائع والحِرَف المتداولة وذلك وفقا لرغبته وبقدر استعداده واستطاعته. إن إعانة أطفال الفقراء والأخذ بأيديهم في اكتساب هذه الكمالات وبصورة خاصة تعلم مبادئ العلم الابتدائية لهي من فرائض أعضاء المحافل الروحانية وتعتبر من الواجبات المقدسة الوجدانية لامناء الرحمن في جميع البلدان. إن الذي ربّى ابنه أو ابنًا من الأبناء كأنه ربّى أحد أبنائي عليه بهائي وعنايتي ورحمتي التي سبقت العالمين.

(من رسالة إلى المحفل الروحاني المركزي لايران بتاريخ 8 حزيران / يونيو 1925)

3- بخصوص السؤال الذي كنت قد سألته وهو عما إذا كان من الأفضل أن تقوم بزيارة للأرض المقدسة أو الاحتفاظ بمصاريف السفر لشاب تكفّلت أنت بتعليمه، يودّ حضرة شوقي أفندي أن أكتب إليك بأنه وإن كان من دواعي سروره البالغ وسرور الأسرة المباركة أن يرحّبوا بك في بيت مولانا المحبوب حضرة عبد البهاء ويشاركوك عنايات مولانا العظيم السرمدية المتدفقة في داخل مقامه المقدس وحواليه، فإنه يعتقد أنّه أكثر أهمية أن تستمر في مساعدة ذلك الشاب

الذي تكفّلت بتربيته. انه ينصحك بذلك وهو مدرك تماما قول حضرة بهاء الله المبدع وهو إن الذي ربّى ابنه أو ابنا من الأبناء فكأنه ربّى أحد أبناء بهاء الله نفسه.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى احد الاحباء بتاريخ 29 ايار / مايو 1925)

4- إن حضرة ولي أمر الله سعيد جدا إذ يعلم أنكم تعلقون أهمية كبيرة على توجيه الأطفال، إذ إن كل ما يتعلّمه الأطفال في تلك المرحلة المبكّرة من تطورهم ونموّهم يترك آثارا في حياتهم كلها ويصبح جزءا من طبيعتهم. ليس هناك كتاب خاص يوصي به حضرة ولي أمر الله، وعلى الأحباء الذين هم أكبر سنًّا أن يحاولوا إعداد مجموعات تفي بذلك الغرض ولا شك في أنه بعد عدة محاولات سينتج في النهاية كتابٌ وافٍ.

اعتاد حضرة عبد البهاء أن يعلق أهمية بالغة على حفظ ألواح حضرة بهاء الله وحضرة الباب غيبا وفي أيامه كان على أطفال البيت المبارك حفظ الألواح غيبا، أما الآن فهؤلاء الأطفال قد كبروا وما عاد لهم وقت لذلك، لكن هذه العادة مفيدة جدا لزرع الأفكار والروح التي تحويها تلك الكلمات في عقول الاطفال. باقتنائكم كتاب “مطالع الانوار” يمكنكم أن تعدّوا قصصا مشوقة عن الأيام الأولى للأمر المبارك التي يجب على الاولاد أن يسمعوها، كما وان هناك قصصا عن حياة السيد المسيح وسيدنا محمد والانبياء الاخرين، تلك القصص التي لو حكيت للاطفال فانها تحطم أي تحيّز ديني يكونون قد تعلّموه من أناس كبار ربما كانت معرفتهم عن الأديان الأخرى سطحية.

   إن تلك القصص التي تحكي عن حياة مختلف الأنبياء وكذلك ما تفضلوا به من أقوال إنها ذات فائدة كبيرة، ومن ناحية ثانية تجعل الأطفال يفهمون النصوص الأمرية فهما أحسن، حيث أنه توجد في هذه النصوص إشارات متكررة إلى هؤلاء الأنبياء والرسل غير أن هذا العمل عمل أناس ذوي خبرة يجمعون مواد ومواضيع كهذه ويجعلون منها كتبا مدرسية مشوّقة للأطفال. وسينتج الأمر المبارك تدريجيا أناسا يلبّون هذه الاحتياجات، إنها فقط مسألة

وقت، وما علينا سوى أن نسعى في حث مختلف الأشخاص من ذوي المواهب للقيام بهذا العمل.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد المؤمنين بتاريخ 19 تشرين الاول / اكتوبر 1932)

5-  إن الأمر البهائي. .. يؤيد التعليم الإجباري. ..

(من رسالة موجهة إلى حاكم فلسطين الاعلى بتاريخ 17 حزيران / يونيو عام 1933)

6- أما بخصوص مشاريعكم فإن حضرة ولي أمر الله يوافق تماما على وجهة نظركم وهو أنه مهما كان الأمر مستعجلا وحيويا بالنسبة لمتطلبات عمل التبليغ، فعليكم ان لا تهملوا تربية أطفالكم مهما كانت الظروف، اذ عليكم واجب تجاههم لا يقل قدسية عن واجبكم تجاه الأمر المبارك. وأي مشروع أو ترتيب تتوصلون إليه ليجمع بين التوأمين أي واجبكم نحو أسرتكم وآخر تجاه الأمر المبارك ويسمح لكم بمتابعة العمل الناشط في حقل التبليغ والهجرة وكذلك العناية الفائقة بأطفالكم حتى لا يعرض مستقبلهم في الأمر للخطر، فإن هذا المشروع سينال الرضاء الخالص لحضرة ولي أمر الله.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد الاحباء بتاريخ 17 تموز / يوليو 1938)

7- كنتم قد سألتم حضرة ولي أمر الله عن معلومات مسهبة بخصوص برنامج التربية البهائية. لا وجود لبرنامج دراسي بهائي كهذا بعد، كما لا توجد منشورات بهائية مخصصة تماما لهذا الموضوع، حيث أن تعاليم حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء لا تقدم نظاما تربويا محددا ومشروحا لكنها تقدم فقط مبادئ أساسية معينة فيها توضح عددا من الأفكار التربوية التي يجب أن يهدف إليها التربويون البهائيون في مجهوداتهم لتأليف برنامج دراسي تربوي مناسب منسجم تماما وروح التعاليم البهائية، ويفي بذلك بمتطلبات العصر الحديث وحاجاته، وهذه المبادئ الأساسية موجودة في النصوص المقدسة للأمر المبارك ويجب دراستها بعناية ودمجها تدريجيا في برامج الكليات والجامعات المختلفة، غير أنه من الواضح أن مهمة وضع نظام تربوي في صيغة يعترف بها رسميا الأمر المبارك

وتنفذ كذلك في العالم البهائي كله إنما أمر لا يستطيع أن يتعهده هذا الجيل من المؤمنين وسينجزه تدريجيا العلماء والمربّون البهائيون في المستقبل.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى احد الاحباء بتاريخ 7 حزيران / يونيو 1939)

8- إن مهمة تربية طفل بهائي كما تؤكده مرارا وتكرارا النصوص المباركة البهائية إنما هي مسؤولية الأم الرئيسة- والتي منحت بهذا الامتياز الفريد- وهي في الواقع خلق أوضاع في بيتها تؤدي إلى تقدم الطفل وتحسين أحواله من الناحية المادية والروحية، فالتوجيه الذي يتلقاه الطفل في بدء حياته من أمه يشكل أقوى أساس لتطوره في المستقبل وعلى ذلك ينبغي أن يكون الشغل الأسمى الشاغل لزوجتك… السعي من الآن في أن تنقل إلى وليدها الجديد توجيها روحانيا يمكنه فيما بعد من أن يأخذ على عاتقه مسؤولية إيفاء واجبات الحياة البهائية على أكمل وجه.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد الاحباء بتاريخ 16 تشرين الثاني / توفمبر 1939)

9- بالنسبة لسؤال بشأن توجيه الأطفال، فما أكده حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء بضرورة توجيه الوالدين لأولادهما في السنين الأولى من حياتهم، يبدو أن تلقي الأولاد توجيههم الأول في البيت تحت عناية أمّهم أفضل من أن يرسلوا إلى دار حضانة، ولكن إذا اضطرت بعض الحالات أية أم بهائية أن تضع طفلها في دار حضانة فلا مانع هناك.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد الاحباء بتاريخ 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 1940)

10- إن مسألة توجيه الأطفال وتربيتهم في حالة ما إذا لم يكن أحد الوالدين بهائيا، إنما هي مسألة تخصّ فقط الوالدين نفسيهما اللذين ينبغي لهما أن يقررا الطريقة التي يجدانها أحسن من أية طريقة أخرى لتؤدي إلى صون وحدة عائلتيهما وخير أولادهما في المستقبل، وعلى كل حال فعندما يبلغ الطفل رشده ينبغي أن يعطي حرية كاملة ليختار دينه بغض النظر عن آمال ورغبات والديه.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى المحفل الروحاني المركزي للهند وبورما بتاريخ 14 كانون الاول/ ديسمبر 1940)

11- إن حضرة ولي أمر الله سيتلو الدعاء والمناجاة من أجل أن ينمو ابنك العزيز نموًا روحانيًا، إن مستقبل الأمر المبارك يستند اليوم على أكتاف الشباب وبذلك يجب تربية هؤلاء الشباب تربية حسنة وتوجيههم ليس في تعاليم الأمر المبارك فحسب بل في المسائل الدنيوية أيضا.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد الاحباء بتاريخ 24 ايار / مايو 1954)

من رسائل بيت العدل الأعظم

1- يجب أن لا نستغرب إذا قلنا بأن المعلم الأول للطفل هو أمه لأن الأم هي التي تقوم بالتربية الأساسية للطفل الرضيع. إن هذه الخصائص الطبيعية لا تقلل من دور الأب في العائلة البهائية. مرة أخرى نؤكد بأن التساوي بين مكانة الرجل والمرأة لا يعني بأن وظائفها واحدة.

(من رسالة إلى أحد المؤمنين بتاريخ 23 حزيران/ يونيو عام 1974)

2- استلم بيت العدل الأعظم رسالتكم المؤرخة 14 أيلول/ سبتمبر 1982م والمتعلقة حول دور المحفل الروحاني المحلي في توجيه الوالدين والأطفال فيما يتعلق بتمسك الأطفال بمعايير سلوكية معينة في الاجتماعات البهائية مثل الضيافة التسع عشرية وجلسات الأعياد والأيام المحرمة البهائية. بالإشارة إلى الرسالة التي كتبناها بالنيابة عن بيت العدل الأعظم بتاريخ 28 حزيران/ يونيو من عام 1977 فقد أمرنا بيت العدل الأعظم أن نطلعكم بأنه يجب تدريب الأطفال على فهم الأهمية الروحانية للاجتماعات التي تضم أتباع حضرة بهاء الله وعليهم تقدير الفضل والموهبة التي تعود عليهم من مشاركتهم فيها بغضّ النظر عن نتائج هذه الاجتماعات. من المؤكد أن بعض الجلسات تكون طويلة المدة ومن الصعب على بعض الأطفال الصغار المكوث فيها بهدوء. في هذه الحالة قد يضطر أحد

الوالدين الاعتناء بالطفل وتركه لبعض فقرات الجلسة. ويمكن للمحفل الروحاني مساعدة الوالدين عن طريق إيجاد مكان لمراقبة الأطفال خلال انعقاد الجلسات. إن مشاركة الأطفال لجلسات البالغين دليل على البلوغ المتنامي لهم وعلامة على السلوك الجيد الذي اكتسبه الأطفال.

وعلى أي حال يودّ بيت العدل الأعظم أن يشير بأن الوالدين هم المسئولين عن أولادهم وعلى الوالدين توجيه أبنائهم إلى السلوك السويّ عندما يحضرون الجلسات البهائية وإن أصر الأطفال على إيجاد الإزعاج في الجلسات فيجب أن يخرجوا منها وهو أسلوب ليس ضروري لكي تكون الجلسات الأمرية موقرة ومحترمة وإنما طريقة من أجل تدريب الأطفال على احترام واعتبار الآخرين وأيضا إطاعة واحترام والديهم.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن بيت العدل الأعظم بتاريخ 14 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1982 إلى المحفل الروحاني المركزي لكندا)

3- وقضية التعليم الشامل للجميع تستحق هي الاخرى أقصى ما يمكن من دعم ومعونة من قبل حكومات العالم أجمع. فقد اعتنق هذه القضية وانخرط في سلك خدمتها رعيلٌ من الاشخاص المخلصين ينتمون إلى كل دين والى كل وطن. وممّا لا جدل فيه أن الجهل هو السبب الرئيسي في انهيار الشعوب وسقوطها وفي تغذية التعصبات وبقائها. فلا نجاح لاية أمة دون أن يكون العلم من حق كل مواطن فيها، ولكن انعدام الموارد والمصادر يحدّ من قدرة العديد من الامم على سدّ هذه الحاجة، فيفرض عليها عندئذ ترتيبا خاصا تعتمده في وضع جدول للاولويات. والهيئات صاحبة القرار في هذا الشأن تُحسن عملا ان هي أخذت بعين الاعتبار اعطاء الاولوية في التعليم للنساء والبنات، لان المعرفة تنتشر عن طريق الام المتعلمة بمنتهى السرعة والفعالية، فتعمّ الفائدة المجتمع بأسره. وتمشّيا مع مقتضيات العصر يجب أن نهتم بتعليم فكرة المواطنية العالمية كجزء من البرنامج التربوي الاساسي لكل طفل.

                                                         (من رسالة “السلام العالمي وعد حق”)

4- وفي أقطاركم كافة عليكم بإيلاء الأولوية لتعليم الأطفال باستمرار وفي ملاحظتكم لمدى تأثير تعاليم حضرة بهاء الله في الجيل بعد الآخر يمكنكم إدراك أثر التعليم البهائي والنشأة الروحية السليمة. ففي المناطق التي لا تُمارس فيها النشاطات الأمرية بحرّية يمكن تعليم الأطفال في جامعاتكم المحلية ومساعدتهم في التطور والنمو ليصبحوا أعمدة للأمر قوية راسخة وفي المناطق الأخرى يمكنكم بل ويجب عليكم فتح هذه الصفوف أمام الأطفال غير البهائيين ليعرف الجميع أنكم مربّون للأجيال القادمة لشعوبكم.

(من رسالة بيت العدل الأعظم المؤرخة رضوان 153 بديع والموجهة إلى أتباع حضرة بهاء الله في غرب آسيا ووسطها)

5- إلا أن هناك تحديا مُلحّا يتجاوز الاهتمام بهذه المهام يتحتم علينا مواجهته: فأطفالنا تلزمهم التربية الروحانية والانخراط في الحياة البهائية. وعلينا ألا نتركهم هائمين على وجوههم صرعى تيارات عالم موبوء بالأخطار الأخلاقية. ففي مجتمع اليوم يواجه الأطفال مصيرا قاسيًا حرجًا. فالملايين والملايين في القطر تلو الآخر يعانون من التفكك الاجتماعي، ويجد الأطفال أنفسهم غرباء بين والدين وأفراد بالغين آخرين سواء عاشوا في بحبوحة الغنى أو مرارة الفقر. ولهذه الغربة جذور في مستنقع الأنانية التي تفرزها المادية البحتة وتشكل جوهر اللادينية المستولية على قلوب البشر في كل مكان. إن التفكك الاجتماعي للأطفال في وقتنا الراهن مؤشّر أكيد على مجتمع منحلّ متفسّخ. ومع ذلك، فهذا الأمر ليس حكرا على عِرق أو طبقة أو أمة أو وضع اقتصادي معين، فالجميع مبتلىً به، وما يعتصر قلوبنا ألمًا مشاهدة عدد كبير من الأطفال في مختلف أرجاء العالم يجنَّدون في الجيش ويستخدمون عمالا ويباعون رقيقا ويكرهون على ممارسة البغاء ويُجعلون مادة للمنتجات والتصاوير الإباحية، ويهجرهم آباؤهم المنشغلون بأهوائهم الشخصية، ويقعون فريسة أشكال أخرى لا حصر لها من الخداع والاستغلال. وكثير من هذه الفظائع يمارسها الآباء أنفسهم مع أطفالهم. وعليه لا يمكن تقدير الأضرار

الروحانية والنفسية الناجمة عن ذلك. ولا يمكن لجامعتنا البهائية أن تعيش في معزل عن إفرازات تلك الظروف. إن وعينا بهذه الحقيقة يجب أن يدفعنا جميعا نحو العمل الحثيث والجهد الموصول لصالح الأطفال وسلامة المستقبل.

ورغم أن نشاطات الأطفال كانت جزءا من المشاريع البهائية السابقة، إلا أنها لم تفِ بالحاجة. فالتربية الروحانية للأطفال والشباب الناشئ ضرورية للغاية لإحراز مزيدٍ من التقدم للجامعة. وعليه، فمن الواجب الملحّ معالجة هذا القصور. وعلى المعاهد أن تضع حتما في برامجها دورات لتدريب معلمي أطفال بمقدورهم تقديم خدماتهم للجامعات المحلية. ومع أن توفير التعليم الأكاديمي والتربية الروحانية أمر ضروري للأطفال، إلا أنه لا يمثل سوى جزء مما يجب تقديمه في سبيل تحسين أخلاقهم وتشكيل شخصياتهم. فالحاجة تكمن أيضا في اتخاذ موقف ملائم تجاه أطفالنا من قِبَل الأفراد والمؤسسات بكافة مستوياتها، أي الجامعة بأسرها، ليجد الأطفال عندهم الاهتمام الشامل بمصالحهم. وموقف كهذا يجب أن يبقى بعيدا كل البعد عن النظام الاجتماعي السائد الذي يتهاوى بسرعة.

إن الأطفال هم أنفَس كنز يمكن للجامعة أن تمتلكه، لأن فيهم نرى أمل المستقبل وضمانه. وهم الذين يحملون بذور الشخصية التي سيكون عليها المجتمع في المستقبل والتي يشكلها إلى حد كبير ما يفعله البالغون في الجامعة أو بما يخفقون في أدائه تجاه الأطفال. إنهم أمانة لا يمكن لجامعة فرّطت بها أن تفلت من العقاب. فتطويق الأطفال بالمحبة من الجميع، وأسلوب معاملتهم، ونوع الاهتمام المبذول نحوهم، وروح السلوك التي يتعامل بها الكبار معهم، كل ذلك يمثل جزءًا من الجوانب الحيوية للسلوك والموقف المطلوب. فالمحبة تستدعي النظام والانضباط، والمحبة تستلزم الشجاعة على الأطفال وتدريبهم على الشدائد، لا أن نترك العنان لنزواتهم أو نتركهم بالكلية ليحققوا أهوائهم. ويجب توفير جوّ يشعر الأطفال فيه بانتمائهم للجامعة فيشاركونها أهدافها

وطموحاتها. يجب توجيههم بمحبة لا تخلو من الحزم للعيش وفق معايير الحياة البهائية، وأن يقوموا بدراسة الأمر المبارك وتبليغه بأساليب تتفق وظروفهم.

(من رسالة الرضوان لعام 2000م)

1-  والآن نود أن نوجّه بعض الكلمات للوالدين اللذين يتحملان المسؤولية الأساسية في تربية أطفالهم وتنشئتهم. إننا نناشدهم بذل الاهتمام المستمر لتربية أطفالهم تربية روحانية. ويبدو أن بعضهم يعتقد بأن هذا النوع من التربية يقع ضمن مسؤولية الجامعة وحدها، وآخرون يعتقدون بضرورة ترك الأطفال دون تدريسهم الأمر المبارك حفاظا على استقلالهم في التحري عن الحقيقة. وهناك من يشعرون بأنهم ليسوا أهلا للقيام بهذه المهمة. كل هذا خطأ. لقد تفضل حضرة عبد البهاء قائلا “فُرض على الوالدين فرضا بأن يربيا أبنائهما وبناتهما ويعلماهم بمنتهى الهمة”، وأضاف أنه “في حال قصورهما بهذا الصدد فهما مؤاخذان ومدحوران ومذمومان لدى الله الغيور”. وبغضّ النظر عن مستوى التحصيل العلمي للوالدين تبقى مهمتهما هامة وحساسة في صياغة التطور الروحاني لأطفالهم. عليهما ألا يستخفّا بقدرتهما في تشكيل شخصية أطفالهما الأخلاقية. لأنهما صاحبا التأثير الأساسي عليهم بتأمين البيئة المناسبة في المنزل التي يخلقانها بحبهم لله، والجهاد من أجل تنفيذ أحكامه، واتصافهما بروح الخدمة لأمره، وتنزيههما عن شوائب التعصّب، وتحرّرها من شرور الغيبة المدمّرة. فكل والد مؤمن بالجمال المبارك يحمل في عنقه مسؤولية السلوك الكفيل بإظهار الطاعة التلقائية للوالدين، وهي الطاعة التي توليها التعاليم المباركة قيمة كبيرة. ومن الطبيعي أن الوالدين، إلى جانب أعبائهما المنزلية، عليهما واجب دعم صفوف تعليم الأطفال التي تنظمها الجامعة. ويجب أن نضع نصب أعيننا أيضا أن الأطفال يعيشون في عالم يخبرهم بحقائق جافة قاسية من خلال تجارب مباشرة مجبولة بالأهوال التي مرّ ذكرها، أو بما تنشره وسائل الإعلام من معلومات لا يمكن تفاديها، وكثير منهم يُساقون نحو البلوغ قبل أوانه،

وبينهم أطفال يبحثون عن قيم ومعايير تهدي خطاهم في حياتهم. وأمام هذه الخلفية القاتمة المشؤومة لمجتمع متفسخ متدهور، على الأطفال البهائيين أن يسطعوا نجوما متلألئة رمزا لمستقبل أفضل.

(من رسالة الرضوان لعام 2000 م)

[راجع أيضًا فصل 10 الأدب والأخلاق الحسنة وفصل 11 احترام الوالدين وفصل 13 الامتياز في كل الأمور وفصل 23 التقديس والتنزيه وفصل 29 حياة العائلة البهائية]

أضف تعليق