التنزيه والعفة و تطهير النفس – من النصوص البهائية

–   التقديس والتنزيه

 من آثار حضرة بهاء الله

1- هم عباد لو يَردونَ واديًا من الذهب يمرّون عنه كَمرّ السحابِ ولا يلتفتون اليه ابدًا الا انهم مني ليَجدن من قميصهم الملأ الاعلى عَرفَ التّقديس ويشهد بذلك ربّك ومن عنده علم الكتاب. ولو يَردنَّ عليهم ذواتُ الجمالِ بأحسن الطراز لا ترتدُّ اليهنّ ابصارُهم بالهَوَى اولئك خُلقوا من التقوى كذلك يعلّمكم قلمُ القدمِ من لدن ربكم العزيز الوهاب.

                                                            (منتخباتي، فقرة 60، ص 83)

2– قد حُرّمَ عليكم الزّنا واللّواط والخيانة ان اجتنبوا يا معشر المقبلين. تالله قد خُلقتم لتطهير العالم عن رجس الهوى هذا ما يأمركم به مولى الوَرى ان انتم من العارفين.  مَن يَنسب نفسَه إلى الرحمن ويرتكب ما عمل به الشيطان انه ليس مني يشهد بذلك كل النّواة والحصاة وكل الأشجار والأثمار وعن ورائها هذا اللسان الناطق الصادق الأمين.

      (گنجينه حدود وأحكام، ص338-339)

3– انا نأمر عباد الله وإمائه بالعصمة والتقوى ليقومنّ من رَقدِ الهوى ويتوجّهن إلى الله فاطر الأرض والسماء.

  (امر وخلق، ج3، ص425)

4– ان الله قد جعل العصمة اكليلا لرؤوس امائه طوبى لأمةٍ فازت بهذا المقام العظيم.

          (ظهور عدل إلهي، ص67)

5– ينبغي لأهل البهاء ان ينقطعوا عمّن على الأرض كلها على شأن يجدن أهل الفردوس نفحات التقديس من قميصهم ويَرون أهل الاكوان في وجوههم نضرة الرحمن انهم من المقربين، اولئك عباد بهم يظهر التقديس في البلاد وتنتشر آثار الله العزيز الحكيم.

                  (منتخباتي، فقرة 46، ص71)

6– يا حزب الله التقديس التقديس التقوى التقوى.

  (منتخباتي، فقرة 131، ص183)

7– أن انصروني يا أحبائي بالأعمال التي بها تفوح نفحة التقديس بين العالمين.

        (كتاب مبين، ص106)

8– خلّصوا أنفسكم عن الدنيا وزخرفها، إيّاكم ان لا تقربوا بها لأنها يأمركم بالبغي والفحشاء ويمنعكم عن صراط عز مستقيم.

          (منتخباتي، فقرة 128، ص177)

9– إنا نوصيكم بالصبر والاصطبار وبما يظهر به تقديس الأمر في المدن والديار، خذوا ما أمرتُم به من لدن آمر حكيم.

  (اثار قلم اعلى، ج2، ص97)

  10– شأن الانسان هو المحبة والأمانة والعفو والوفاء وما يظهر به تقديس ذاته بين الأحزاب.

         (اثار قلم أعلى، ج2، ص66)

11– قل يا قوم انا أمرناكم في ألواح القدس بأمر مُبرَمٍ عظيم بأن قدّسوا أنفسكم في حين الظهور عن كل الاسماء وعن كل ما خلق بين الارض والسماء لينطبع

عليها شمس الحق من أفق عزٍّ قديم. وامرناكم بان تجعلوا أنفسكم منزّهًا عن حب الممكنات وعن بغضهم لئلا يمنعكم عن جهة ويضطرّكم إلى جهة آخر، وكان هذا من أعظم نصحي عليكم ان أنتم من الشاعرين.

          (آثار قلم أعلى، مجلد4، ص297)

12– قدّس نفسك عن الدّنيا ثم أمر الناس بالتقديس عنها كذلك تعظك الورقاء ان انت من العاملين.

     (آثار قلم أعلى، مجلد4، ص212)

13– وأنتم يا ملأ الأرض قدّسوا أنفسكم وطهّروا قلوبكم لتعرفوا بها ما سُترَ في كنائز العصمة من لدن مقتدر قدير. قل مَثلُ قلوبكم كَمَثل الماء ان انتم من العارفين، وان الماء يكون صافيا ما لم يخلط به الطين واذا اختلط بالطين يذهب صفائه ويبطل لطافته بحيث لا يرى ما فيه من صفاء الذي أودعه الله في ظاهره وباطنه ان انتم من الناظرين. وانتم يا ملأ البيان فاجهدوا في أنفسكم لئلا يختلط بماء وجودكم طين الشهوات اتقوا الله وكونوا من المتقين، قدسوا أنفسكم عن طين النفس والهوى ليظهر منكم ما أودع الله فيكم من لئالي عز كريم .

                            (لئالئ الحكمة، مجلد2، ص21)

14– ان الذين يتبّعون الهَوى وينسبون انفسهم الينا اولئك في غفلةٍ وضلالٍ ينبغي بان يظهر من الذين اقبلوا إلى الله ما تتضوع به رائحة التقديس بين العباد.

                               (كتاب مبين، ص431)

15– قل إنا قبلنا الضراء والبأساء لتنزيه أنفسكم ما لكم لا تكوننّ من المتفكرين. .. إنا حملنا البلايا لتطهير انفسكم وأنتم من الغافلين. قل ينبغي لكل من تشبث بهذا الذيل بأن يكون مقدّسًا عما يكرهه أهل الملأ الأعلى كذلك قضي الأمر من لدن ربك الأبهى في هذا اللوح المبين. .. إنا نريكم في أعمالكم إذا وجدنا

منها الرائحة المقدسة الطيبة نصلّي عليكم وبذلك ينطق لسان أهل الفردوس بذِكرِكم وثنائكم بين المقرّبين.

              (منتخباتي، ص197)

16– قل تالله من لم يكن قلبه مطهّرًا عن كل ما يذكر عليه اسم شيء لن ينطبع فيه هذا الجمال الدرّي الاصفى، قدّسوا مرايا انفسكم يا ملأ الأرض ثم اصعدوا إلى مقام الذي جعل الله عن خلفه ذكر القوسين او ادنى.

                            (آثار قلم أعلى، مجلد4، ص18)

17– طَهّر عيناك عن كل ما سواه ثم دع كل ما في يداك ثم قدّس نفسك عن كل من في الأرضين والسموات لتستطيع ان تستقيم على امر الذي تزلّ عليه أقدام المخلصين.

              (آثار قلم اعلى، مجلد4، ص24)

18– قل يا قوم لا ترتكبوا ما يضيّع به حرمتكم وحرمة الأمر بين العباد وتكونن من المفسدين ولا تقربوا ما ينكره عقولكم ان اجتنبوا الاثم وانه حرّم عليكم في كتاب الذي لن يمسّه الا الذين طهّرهم الله عن كل دنس وجعلهم من المطهرين.

             (آثار قلم أعلى، مجلد4، ص113)

19– دع النفس والهوى ثم طيّر بقوادم القدس إلى هذا الهواء الذي انبسط في هذا السماء التي أحاطت العالمين.

              (آثار قلم اعلى، مجلد4، ص 174)

من آثار حضرة عبد البهاء

1– التقديس والتنزيه من أعظم خصائص أهل البهاء.

 (مائدة آسماني، مجلد5، ص191)

2– الطهارة والتقديس من أسس دين الله وأعظم وسيلة للوصول إلى الدرجات العالية غير المتناهية….. ان أصل التقديس والتنزيه هو النظافة واللطافة وطهارة القلب من جميع ما سوى الله والاشتعال بنار محبة الله.

          (امر وخلق، مجلد 3، ص 406- 407)

3– لا يوجد أمر أعظم عند الله من العصمة والعفة. وهو من أعظم مقامات العالم الانساني ومن خصائص السلوك الرحماني وما دونه من شئون عالم الحيوان.

              (بدايع الاثار، مجلد2 ص268)

4-     أما الافيون القذر الملعون – نعوذ بالله من عذاب الله – فانه بصريح كتاب الاقدس محرّم ومذموم، وتعاطيه ضرب من الجنون. وقد ثبت بالتجربة أن شاربه محروم من العالم الانساني. إنني أعوذ بالله من هذا الامر الرهيب الهادم لبنيان الانسانية المسبّب للخسران الابدي، فهو يسلب الانسان روحه ويقتل وجدانه ويطمس شعوره ويحط من إدراكه، يميت الحي ويخمد حرارة الطبيعة ولا يمكن تصور ضرر أفدح من هذا. هنيئا لنفوس تقدست ألسنتهم عن ذكره فكيف باستعماله. يا أحباء الله إن الجبر والعنف والقهر والزجر في هذه الدورة الإلهية مذموم، أما في سبيل منع شرب الافيون فيجب التشبث بكل وسيلة وتدبير لتخليص النوع الانساني من هذه الافة العظمى ونجاته منها. والويل لمن يفرط في جنب الله.

                                    (من المجموعة المستندية “العفة والتقديس”، ص 19)

5-     وبخصوص الحشيش، لقد ذكرت أن بعض الايرانيين اعتادوا على تعاطيه. يا لله الغفور انه أسوأ المخدرات وتحريمه واضح في الألواح. بهِ ينحل الفكر وتتأذى

الروح فكيف بشخص يطلب ثمرة شجرة الجحيم هذه. إن باستعماله تظهر في طباع الانسان صفات الوحوش فكيف يحرم نفسه من مواهب الرب الغفور ويلجأ إلى هذا المخدّر المحظور. إن الكحول تعطل الذهن وتسوق صاحبها إلى سفاسف الامور، ولكن الحشيش الخبيث يطفئ الذهن ويجمّد الروح ويتلف النفس ويضيّع الجسد ويترك الانسان ضائعًا حائرًا.

                                     (من المجموعة المستندية “العفة والتقديس”، ص20)

من تواقيع حضرة ولي امر الله

1– على الأحباء ان لا ينظروا إلى فساد المجتمع وسوء الأخلاق والمعاملة او إلى امتيازهم وتفوقهم النسبي، وانما عليهم النظر إلى الأوج الأعلى وأن تكون التعاليم والنصائح الإلهية هي محور اهتمامهم، عندها يعلم الجميع بأن هناك مراحل متعددة ما زالت باقية في وادي السلوك ولم نصل بعد إلى منزل المقصود، وهو التخلق بالأخلاق والشّيم الإلهية.

       (توقيعات مباركة، مجلد1، ص207)

2– إن هذا التقديس والتنزيه بما يقتضيه من عفّة وطهارة يستلزم الاعتدال في جميع المراتب والأحوال: في الملبس ثم الألفاظ والكلمات وممارسة المواهب الفنية والأدبية وكذا الأمر في الابتعاد عن المشتهيات النفسية وترك العادات والأهواء السخيفة وأساليب اللهو الرذيلة التي تحط من مقام الإنسان وتهوي به من أوج العزة إلى حضيض الذلة، كما يدعو بقوة إلى اجتناب المسكرات والأفيون وسائر العادات الضارة، فالتقديس والتنزيه يمنع المتاجرة بالفن والأدب ويُحرّم ظاهرة التّعرّي والزواج العرفي والخيانة في العلاقات الزوجية وجميع أشكال العلاقات الجنسية غير المشروعة ويبرأ من كل ما ينافي الأحكام والشرائع الإلهية، ولا

يتفق بأي وجه من الوجوه مع الأحوال السائدة وموازين الآداب غير المرضية لهذا العصر المنحط والمتّجه نحو الزوال. إنه يكشف عمليًّا ويقيم الدليل القاطع على بطلان هذه الأفكار وانحطاط هذه الطرق ومفاسد تلك التجاوزات .

       (من كتاب The Advent of Divine Justice)

3- إن نظرة البهائية للجنس قائمة على الاعتقاد الراسخ بأن العفة ضرورية للجنسين، ليس فقط لانها فضيلة بحد ذاتها، بل لانها الطريق الوحيد نحو حياة زوجية ناجحة. إن العلاقات الجنسية مهما كانت خارج نطاق الزوجية ممنوعة قطعا وكل مخالف يحاسب أمام الله ويعاقبه مجتمعه. إن الدين البهائي يقرّ بأهمية الحافز الجنسي ولكنه يشجب التعبير الخاطئ وغير القانوني عنه، كالممارسة الجنسية الحرّة والزواج الرفاقي وغيره مما يعده الدين البهائي ضارا جدا بالانسان ومجتمعه. إن التعبير السليم عن ذلك الحافز حق مشروع لكل فرد ولهذا سنّ النكاح.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته لأحد الاحباء بتاريخ 5 ايلول/ سبتمبر 1938)

4-     العفة قبل الزواج تعني الحياة النقية الطاهرة، وبعده تعني الوفاء والاخلاص من كل طرف نحو الاخر في جميع الامور الجنسية قولاً وعملاً. إن العالم اليوم غريق التركيز الزائد على الحب الجسدي دون القيم الروحية. على الاباء أن يدركوا ذلك فيرتفعون بمستواهم عن أقرانهم الذين، عبر مراحل التاريخ الفاسدة، يصبّون جلّ اهتمامهم على الناحية الجسمانية من النكاح. وفي خارج نطاق حياتهم الزوجية الطبيعية الشرعية عليهم ان ينسجوا بأفعالهم روابط الالفة والمحبة الابدية المبنية على الحياة الروحية للانسان لا على نزواته الجسمانية بحيث يكونون في هذا المضمار قدوة، وفي أفعالهم مقياسا لحياة البشرية الحقة حيث تكون روح الانسان في أعلى المقام وما جسده الا تلك الاداة الطيّعة لروحه المستنيرة.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد الاحباء بتاريخ 28 ايلول/ سبتمبر 1941)

5-     إن بيان حضرة بهاء الله يؤكد على مدى خطورة الزنا وإنه عائق أمام الروح لترقيها في العالم الاخر وإن شرب الخمر يذهب بالعقل ويُفسده ومن الضروري تجنّبه. من هذه البيانات المباركة نرى وضوح التعاليم حول هذه المواضيع.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد المؤمنين بتاريخ 30 ايلول/سبتمبر 1949)

6-     الفسق والفجور وتزايد الاهتمام بالجنس، من الشرور التي تصيب المجتمع الانساني في هذه الحقبة الزمنية المتميزة بضعف الروحانية. إن الشذوذ الجنسي حسب التعاليم المباركة امر منبوذ روحانيا، ومع إيماننا بأنه غير مسموح به اجتماعيا – مع انه مع الاسف مقبول لدى بعض المجتمعات حاليا – الا أن المصابين به تجب مساعدتهم نحو العلاج. علينا مكافحة الشرور في المجتمع بالوسائل الروحانية ثم الاجتماعية والطبية وان نكون متفهمين لها دون تهاون في المبادئ ولا حياد عن العقيدة.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى احد المؤمنين بتارخ 21 أيار/مايو 1954)

7- ليس في التعاليم المباركة ما يمنع الرقص، ولكن الاحباء عليهم أن يتذكروا دائما أن حكم حضرة بهاء الله هو العفّة. ان ما يلازم صالات الرقص الحديثة من تعاطي الخمر واختلاط غير مشروع وشرب الدخان لهو جوّ فاسد حقًّا. ان الرقص بحدّ ذاته ليس ضارًا، فالرقص الكلاسيكي وتعليم الرقص في المدارس أو المشاركة في الدراما والتمثيل السينمائي لا ضير منه، بل الضَّرَر من الفساد الذي غالبا ما يحيطها في هذه الايام، ونحن كبهائيين يتحتم علينا الابتعاد عن الاجواء التي تلازم هذه الفنون لا الفنون ذاتها.

(من رسالة كتبت لاحد المحافل الروحانية المركزية بتاريخ 30 حزيران/ يونيو عام 1952م)

من رسائل بيت العدل الأعظم

1– ليس هناك من أدنى شك في أن الأحباء يمكنهم أن يكونوا مثالا أعلى في الطهارة والتقديس. كما نصّت تعاليم حضرة بهاء الله، فقط عندما يقفون بثبات وشجاعة مناصرين لنهج وأسلوب الحياة البهائية واعين تماما أنهم دعاة مبادئ تناقض القوى القائمة على تدمير نسيج القيم الأخلاقية للإنسان بشكل مأساوي. إن جنوح المجتمع المتمدن بنزاعاته الحالية وتضاربها مع مبادئنا في السلوك الأخلاقي وبعيدًا عن تأثير ذلك على الأحباء أو وقوعهم فريسة المساومة على تصميمهم لاتباع المثل الأعلى في الطهارة والتقديس، الذي هو جوهر عقيدتهم. فإن ذلك يجب أن يحثّهم على الإيفاء بتعهداتهم المقدسة بعزم أكيد فيصارعون قوى الشر التي تقوّض دعائم الأخلاق لدى الفرد.

(من رسالة لأحد الأحباء بتاريخ 22أيار/مايو عام1966)

2– إن الواجب الذي يتحدى البهائيين في تنفيذه هو إطاعة الأحكام الإلهية في حياتهم الخاصة وجلب باقي أفراد البشرية إلى هذا النعيم بالتدريج. عندما نتعمق في مدى تأثير إطاعة الأحكام الإلهية على حياة الفرد، على الإنسان أن يدرك أن الهدف من هذه الحياة تهيئة الروح للحياة الأخرى، لذا عليه أن يتعلم كيف يتحكم بنزواته فيوجهها بدل أن يكون عبدا لها. إن الحياة سلسلة من التجارب والانجازات، أعمال من التقصير والتقدم الروحاني الجديد، وأحيانا تبدو مراحل الحياة صعبة جدا ولكن الإنسان يستطيع ان يشاهد المرة تلو الأخرى ان النفس التي تنفذ أحكام حضرة بهاء الله باستقامة وثبات، ومهما بدا ذلك صعبا، فهي حتما تترقى وتنمو روحانيا بينما التي تساوم على الأحكام لأجل سعادتها الظاهرية فهي تسعى وراء وهم لا سبيل إلى تحقيقه وسعادة صعبة المنال وفوق هذا كله تتقهقر روحانيا وغالبا ما تغرق في مشاكل عديدة.

(من رسالة إلى كافة المحافل المركزية بتاريخ 6شباط / فبراير 1973)

3– بخصوص المزايا الإيجابية للعفة يؤكد بيت العدل الأعظم أن الدين البهائي يدرك ماهية الدافع الجنسي ويوضح دور الزواج في التعبير السليم عنه. ولا يؤمن البهائيون بقهر وكبت هذا الدافع بل بتوجيهه والسيطرة عليه. إن العفة لا يمكن أن تعني الانسحاب من العلاقات الإنسانية بل تحرّر الإنسان من طغيان الجنس. والذي يسيطر على نزواته الجنسية هو القادر على حفظ التوازن في علاقته وصداقته مع الجنسين دون المساس بتلك الرابطة الفريدة بين الزوجين.

( من رسالة لأحد الأحباء كتبت بتاريخ 18 آيار/ مايو 1979)

4– إن حضرة وليّ أمر الله في كتابه “ظهور العدل الإلهي” لا يصف المتطلبات الأساسية للعفة فحسب بل للحياة العفيفة المقدسة فكلاهما أساسي وهام. إن أحد مفاسد المجتمع كما نراه اليوم هو الاهتمام البالغ بالترفيه والمتعة والتسلية والتعطش إلى اللهو والتكريس المتعصّب للألعاب الرياضية والابتعاد عن الجدّ والنفور منه ونظرة الاستهزاء حيال العفّة والقيم الشريفة. إن الابتعاد عن هذه الأمور وترك التصرفات العابثة الطائشة لا يعني بالضرورة أن يغدو الفرد البهائي عابسا مكتئبا، فالمرح والسعادة من ميزات الحياة البهائية الحقة أما العبث فغالبا ما يؤول إلى الملل والفراغ. فالسعادة الحقيقية هي جزء من الحياة المتّزنة التي نرى فيها أيضا ذلك التفكير الجدّي والشفقة والعبودية لله، إذ هي من أهم المزايا التي تضفي على الحياة بريقا لامعا وتغنيها بالسعادة.

(من رسالة كتبت لأحد الاحباء بتاريخ 18 آيار/ مايو عام 1979)

[راجع أيضًا فصل 10 الأدب والأخلاق الحسنة وفصل 13 الامتياز في كل الأمور وفصل 21 التربية والتعليم وفصل 29 حياة العائلة البهائية].

أضف تعليق